اندلعت اشتباكات عنيفة في العاصمة اليمنية صنعاء بين عناصر مسلحة موالية لميليشيا الحوثي، وذلك على خلفية نزاع حاد حول الاستحواذ على الأموال المخصصة للتغذية اليومية.

ووفقًا لمصادر محلية في صنعاء، فإن الجنود التابعين لقوات النجدة الحوثية دخلوا في صراع حاد على ما يُسمى بـ "المصروفات اليومية"، وهي المخصصات المالية التي تُمنح للعناصر لتغطية احتياجاتهم الشخصية من التغذية وشراء القات وغيرها من الضروريات.

وتعتبر هذه الأموال جزءًا من مستحقات الجنود في جهاز الأمن الذي يشارك في انتشار القوات الحوثية في شوارع صنعاء.

المصادر أكدت أن الضباط الحوثيين استغلوا سلطتهم للاستيلاء على المخصصات اليومية، مما أدى إلى تقليص ما يُمنح للجنود من مصروفات وحرمانهم من التغذية.

هذا الأمر فجر موجة من الغضب داخل صفوف الجنود، حيث أفادت بعض المصادر بأن أحد الضباط المدعومين من القيادات الحوثية قد أمر الجنود بالسكوت وقبول ما يُعطى لهم من "فتات الأكل"، مشددًا على ضرورة عدم الاعتراض على أوامر القيادة حتى لو كانت مخالفة لحقوقهم.

ورغم محاولات بعض الجنود القبول بالأمر الواقع، رفض آخرون الخضوع لهذه الإهانة، مما أدى إلى تحول النقاش إلى اشتباك مسلح عنيف بين الطرفين.

وذكرت المصادر أن الاشتباك أسفر عن مقتل وإصابة نحو 10 أفراد من القوات الحوثية، بالإضافة إلى وقوع إصابات أخرى في صفوف الجنود المشاركين في النزاع.

فيما ذكرت وسائل إعلام محلية أن الاشتباك الذي وقع في صفوف قوات النجدة أسفر عن مقتل جندي واحد وإصابة 4 آخرين.

كما أضافت المصادر أن الميليشيات الحوثية قامت بتعزيز انتشار قواتها في شوارع صنعاء تحسبًا لتطور الأوضاع، في ظل حالة من الغضب والاحتقان داخل العديد من الوحدات العسكرية التي تعاني من نقص المخصصات وغياب الرعاية.

هذا الاشتباك يُظهر تزايد التوترات داخل صفوف القوات الحوثية، حيث يعاني الجنود من تدني أوضاعهم المالية والمعيشية، مما يهدد بامتداد هذه الاحتجاجات إلى مناطق أخرى.