وسط موجة متصاعدة من الانتهاكات الجوية في أوروبا، أُجبرت ثلاث طائرات ركاب مليئة بالسياح، اليوم (الأحد)، على التحويل من مطار فويرتيفنتورا في جزر الكناري الإسبانية، بعد رصد طائرة مسيّرة واحدة على الأقل في منطقة بليا بلانكا جنوب مطار الماتورال، مما أدى إلى تعليق حركة الإقلاع والإنزال مؤقتا.
الطائرات المتضررة كانت قادمة من إشبيلية وسانتياغو دي كومبوستيلا وغران كناريا، وتم تحويل رحلة رايان إير من سانتياغو إلى لانزاروتي، بينما توجهت الاثنتان الأخريان إلى مطار غران كناريا.
إلغاء وتأخير رحلات
وأدت الحادثة إلى إلغاءات وتأخيرات على لوحات المعلومات في المطار، الذي يربط أكثر من 80 وجهة، لكن العمليات عادت إلى طبيعتها لاحقا، وفقا لتقارير إعلامية دولية.
طوارئ في مطارات الدنمارك والنرويج
وأدت رؤية طائرات مسيّرة إلى إغلاق مطارات رئيسية في الدنمارك والنرويج، بما في ذلك مطار كوبنهاغن (أكبر مطار إسكندنافي) الذي أُغلق لمدة أربع ساعات يوم 22 سبتمبر بعد رصد 2-3 طائرات مسيّرة كبيرة، مما أثر على عشرات الرحلات وأدى إلى تحويل 15 رحلة.
كما أُغلق مطار أوسلو لثلاث ساعات، ومطار ألبورغ الدنماركي يوم 24 سبتمبر بعد رصد أكثر من طائرة مسيّرة واحدة، ومطار ألبورغ العسكري-المدني يوم 25 سبتمبر، إذ وصفت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن هذه الحوادث بأنها هجمات هجينة قد ترتبط بروسيا، مع تفعيل القوات المسلحة.
في سياق أوسع، أفادت السلطات النرويجية بتحقيق في رؤية طائرات مسيّرة يوم السبت، قرب قاعدة أورلاند الجوية الرئيسية لمقاتلات إف-35.
مسيّرات أعلى مواقع عسكرية أوروبية
وفي فرنسا، تم رصد طائرات مسيّرة فوق قاعدة مارن العسكرية في الشمال الشرقي، مما دفع السلطات إلى فرض تدابير أمنية استثنائية فوق قاعدة مورملون لو غراند.
أما في ألمانيا، حذر وزير الداخلية ألكسندر دوبريندت من أن التهديد من الطائرات المسيّرة عالٍ وملموس في حالات فردية، مشددا على ضرورة اتخاذ إجراءات دفاعية.
وفي الدنمارك، أعلن الجيش رصد المزيد من الطائرات فوق قاعدة كاروب الجوية -أكبر قاعدة عسكرية دنماركية ومقر وحدة الناتو متعددة الجنسيات الشمالية- لليوم الثاني على التوالي.
وترتبط هذه الحوادث بسلسلة من الانتهاكات الروسية للأجواء الأوروبية، بما في ذلك دخول 19-23 طائرة مسيرة روسية إلى الأجواء البولندية يوم 9-10 سبتمبر أثناء هجوم على أوكرانيا، إذ أسقطت قوات الناتو 3-4 منها باستخدام مقاتلات إف-16 بولندية وإف-35 هولندية وأنظمة باتريوت ألمانية، في أول إطلاق نار منذ غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022.
كما أبلغت رومانيا يوم 14 سبتمبر عن دخول طائرة مسيّرة روسية إلى أجوائها لـ50 دقيقة، وإستونيا عن انتهاك ثلاث طائرات مقاتلة روسية ميغ-31 مسلحة لأجوائها لأكثر من 10 دقائق يوم 19 سبتمبر.
اختبار لعزم الناتو
ووصفت هذه الحوادث بأنها اختبار لعزم الناتو، إذ أطلق الحلف عملية «إيسترن سينتري» يوم 12 سبتمبر لتعزيز الدفاعات على الحدود الشرقية، بما في ذلك منصات استخباراتية ومراقبة وفرقاطة دفاع جوي في بحر البلطيق.
جدار الطائرات المسيّرة
ورداً على ذلك، اتفق وزراء الدفاع الأوروبيون يوم 26 سبتمبر على تطوير «جدار الطائرات المسيّرة» على طول الحدود مع روسيا وأوكرانيا لكشف وتتبع واعتراض الطائرات المسيّرة، مع دمج خبرة أوكرانيا في مكافحة الطائرات المسيّرة، وتمويل محتمل بـ150 مليار يورو من برنامج SAFE للقروض مقابل الأسلحة.
وانضمت الدنمارك إلى الدول السبع (إستونيا، لاتفيا، فنلندا، ليتوانيا، بولندا، رومانيا، بلغاريا) في هذا المشروع، الذي يشمل دفاعات أرضية وبحرية وفضائية، وسط مخاوف من «حرب هجينة» روسية.
كما أعلنت بريطانيا إنشاء «جدار طائرات مسيّرة» مشترك مع أوكرانيا باسم «مشروع أوكتوبوس»، لإنتاج آلاف الطائرات في مصانع بريطانية لتعزيز الدفاعات على الحدود الشرقية للناتو.
أخبار ذات صلة
0 تعليق