إياد الطائي صفحة مضيئة تُطوى في تاريخ الإبداع العراقي - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

نعت الأوساط الفنية في العراق اليوم الجمعة، الثالث من أكتوبر/تشرين الأول الفنان القدير إياد الطائي الذي رحل عن عالمنا بعد صراع طويل مع المرض.

ويُعد رحيله خسارة لا تُعوض للساحة الفنية العراقية التي فقدت أحد أبرز نجومها الذين أثروا الدراما والمسرح على مدار مسيرة فنية حافلة امتدت أكثر من 3 عقود.

مسيرة فنية من العطاء والإبداع والتدريس

ولد الفنان إياد الطائي في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1965 في بغداد. بدأت موهبته بالظهور مبكرا حيث انطلق في عالم التمثيل من خلال المسرح المدرسي عام 1975. وكانت النقطة الفاصلة في مسيرته عام 1990 عندما شارك في المهرجان الأول للشباب وحصل على جائزة أفضل ممثل لتتوالى بعدها أعماله الفنية.

اقرأ أيضا

list of 2 items end of list

كان الطائي فنانا متفردا جمع بين الدراسة الأكاديمية والموهبة الفطرية. حصل على شهادة البكالوريوس في الفنون المسرحية كما كان عضوا في اتحاد المسرحيين العراقيين وقام بالتدريس في معهد الفنون الجميلة. شارك في أكثر من 45 عملا تلفزيونيا بالإضافة إلى العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية.

بصمته في الذاكرة

ترك الفنان إياد الطائي بصمة واضحة في ذاكرة الجمهور من خلال أدواره المتنوعة والمعقدة. ومن أبرز أعماله التلفزيونية التي لا تُنسى "وكر الذيب" (2011) حيث جسد شخصية "الشيخ سلام" التي لاقت استحسانا واسعا، و"بنات صالح" (2022) و"رياح الماضي" و"قصة حي بغدادي". أما مسرحيا فكانت أبرز أعماله "الزيارة" (1997) و"هنا بغداد" (2009).

الفنان الراحل مع نقيب الفنانين خلال رحلة علاجه الصفحة الشخصية فيس
الفنان الراحل مع نقيب الفنانين خلال رحلة علاجه (صفحته الشخصية على فيسبوك)

خسارة لا يمكن تعويضها

وأكد نقيب الفنانين العراقيين جبار جودي أن رحيل الفنان القدير إياد الطائي يمثل "خسارة لا يمكن تعويضها بأي حال من الأحوال" مشددا على الدور الكبير والمكانة التي تركها الفقيد في المشهد الفني.

وعبر جودي خلال حديثه للجزيرة نت عن عميق أسفه مؤكدا أن "خسارة أي فنان لا يمكن تعويضها فما بالك إذا كان فنانا مؤثرا ولا يزال في قمة عطائه وشبابه فهنا الأسى يزداد ويتضاعف".

إعلان

وأضاف أنه رغم الإيمان بالقضاء والقدر "لم نذخر جهدا لدعم الراحل في مراحل علاجه بكل ما أوتينا من قدرات لكن قضاء الله سبق كل شيء".

تأبين لائق

وفي ما يتعلق بترتيبات العزاء، أوضح نقيب الفنانين العراقيين جبار جودي أن النقابة على تواصل مستمر مع عائلة الفنان الراحل إياد الطائي، بانتظار استكمال استعداداتهم لإقامة المراسم في منزلهم، مضيفا أن النقابة ستنظم لاحقا مجلس عزاء وحفلا تأبينيا يليق بمكانة الفقيد في مقرها الرسمي. وأكد جودي أن الساحة الفنية العراقية فقدت برحيله قامة إبداعية تركت أثرا عميقا.

من جانبه، عبّر الفنان سنان العزاوي عن حزنه الكبير لرحيل الطائي، واصفا إياه بأنه "خسارة لا تُعوّض للفن العراقي ولي شخصيا"، مشددا على أن غيابه جاء وهو في أوج عطائه الفني والأكاديمي.

وقال العزاوي في حديثه للجزيرة نت إن الطائي لم يكن مجرد زميل، بل كان بالنسبة له "صديقا وأخا وأستاذا في جميع مراحل حياتي". وأضاف: "خسارته مضاعفة لأنه فنان ملتزم وأكاديمي".

كما استذكر بدايات علاقتهما التي تعود إلى أيام دراسته في المعهد، حيث كان الطائي قد أنهى دراسته الجامعية، وعملا معا لأول مرة عام 1991 في مهرجان منتدى المسرح. وأوضح أن علاقتهما لم تقتصر على العمل فقط، بل امتدت إلى حياة يومية مليئة بالتواصل، قائلا: "كنت أذهب إلى بيته لمراجعة الحوارات وتعلم أساليب النطق بالأداء. كان إنسانا حقيقيا وأخا وصديقا وأستاذا، ورافقته طوال مشوارنا المسرحي والدرامي.

الفنان الراحل اياد الطائي الصفحة الشخصية فيس
المقربون كانوا على دراية بصعوبة وضعه الصحي وتهيؤوا نفسيا لاحتمال رحيله (الحساب الشخصي لإياد الطائي على فيسبوك)

رحلة علاج مؤلمة ونهاية هادئة

واستذكر الفنان سنان العزاوي تجربة العمل مع الراحل إياد الطائي في مسرحية "ولد النائب" عام 2019، مشيرا إلى أن تلك الفترة تزامنت مع بداية ظهور أعراض المرض على الطائي. وكشف العزاوي أنهما التقيا في العام نفسه بالهند لإجراء عمليات جراحية؛ حيث خضع الطائي لعملية في شرايين القلب بينما أجرى هو عملية في العمود الفقري، وظلا معا خلال فترة العلاج والنقاهة، ما عزز من قوة العلاقة الإنسانية بينهما.

وأوضح العزاوي أن الطائي شُخِّص لاحقا بمرض السرطان في الكبد، مؤكدا أن المقربين كانوا على دراية بصعوبة وضعه الصحي وتهيؤوا نفسيا لاحتمال رحيله، "لكن حين جاء الخبر كان وقعه صادما ومؤلما، لم نستطع تمالك دموعنا".

وقد أنهى الطائي رحلته مع المرض في هدوء، بعد أن لاقى تعاطفا واسعا إثر الكشف عن أزمته الصحية والمادية، قبل أن تتدخل الحكومة العراقية لتتكفل بنفقات علاجه.

رحل الفنان إياد الطائي جسدا، لكن إرثه الفني سيظل حيا شاهدا على موهبته وتفانيه في المسرح والدراما، وسيبقى اسمه محفورا في ذاكرة محبيه وزملائه، في حين فقدت الساحة الفنية العراقية برحيله أحد أعمدتها الأصيلة.

0 تعليق