برز "جيل زد" كقوة احتجاجية صاعدة تهز الشوارع في دول عدة حول العالم، حيث يقود الشباب حركات شعبية واسعة ضد البطالة، وغياب العدالة الاجتماعية بحسب ما يقول القائمون على هذه الاحتجاجات .
وباستخدام المنصات الرقمية للتنظيم، تحولت هذه الاحتجاجات من حملات إلكترونية إلى انتفاضات ميدانية واسعة، تراوحت بين السلمية والمواجهات الدامية، وأدت في بعض الحالات إلى تغير حكومات.
فيما يلي أبرز المظاهرات التي قادها هذا الجيل.
كينيا (2024 - 2025)
في عام 2024، قاد "جيل زد" موجة احتجاجات غير مسبوقة عبر منصات التواصل الاجتماعي ضد مشروع قانون مالي مثير للجدل.
تحولت المظاهرات إلى أعمال عنف، وشهدت اقتحام مبنى البرلمان وسقوط قتلى، مما أجبر الرئيس ويليام روتو على سحب مشروع القانون.
وبعد عام، تجددت الاحتجاجات للمطالبة برحيل روتو.
بنغلاديش (2024)
عُرفت باسم "ثورة جيل زد"، حيث انطلقت احتجاجات طلابية في يوليو/تموز 2024 ضد نظام المحاصصة في الوظائف الحكومية.
قمع الحكومة العنيف للمتظاهرين، الذي أدى لمقتل 91 شخصاً في يوم واحد، أجج الغضب الشعبي وحول المطالب إلى إسقاط النظام.
وفي 5 أغسطس/آب 2024، استقالت رئيسة الوزراء حسينة واجد وفرت من البلاد بعد اقتحام محتجين لمقرها.
نيبال (سبتمبر 2025)
اندلعت انتفاضة شبابية ضخمة بعد قرار الحكومة حظر منصات التواصل الاجتماعي الكبرى. اعتبر الشباب القرار قمعاً لحرية التعبير، وتصاعد غضبهم بسبب الفساد والبطالة.
تحولت الاحتجاجات إلى فوضى عارمة شملت حرق أجزاء من البرلمان ومهاجمة منازل وزراء. وتحت ضغط الشارع، استقال رئيس الوزراء كيه بي شارما أولي في 9 سبتمبر/أيلول، وتدخل الجيش لفرض السيطرة.
بيرو (سبتمبر 2025)
قاد "جيل زد" احتجاجات واسعة ضد إصلاحات نظام التقاعد التي فرضت على جميع الشباب الانضمام إلى صناديق خاصة.
امتزج الغضب بالاستياء المتراكم ضد الرئيسة دينا بولوارتي والبرلمان، وتحولت المظاهرات إلى صدامات عنيفة في العاصمة ليما، حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ورد المتظاهرون بإلقاء الحجارة، مما أسفر عن إصابة 18 شخصاً.
باراغواي (سبتمبر 2025)
تحت شعار "نحن 99.9% ولا نريد الفساد"، خرج الشباب للاحتجاج على المحسوبية وضعف الخدمات العامة.
رفع المتظاهرون رموزاً من المانغا اليابانية "ون بيس" كرمز للتمرد ، وانتهت المظاهرات باعتقال أكثر من 30 شخصاً بعد تدخل عنيف من الشرطة.
الهند - لاداخ (سبتمبر 2025)
بعد نضال سلمي طويل، قاد شباب "جيل زد" في إقليم لاداخ احتجاجات للمطالبة بالحكم الذاتي وحفظ هويتهم الثقافية.
تفاقم البطالة وتهميش الحكومة أشعل فتيل الغضب، وتحولت الاحتجاجات إلى مواجهات دامية أودت بحياة أربعة متظاهرين وأسفرت عن عشرات الجرحى.
المغرب (سبتمبر - أكتوبر 2025)
انطلقت موجة احتجاجات غير مسبوقة قادها شباب أطلقوا على أنفسهم "جيل زد 212"، مستخدمين تطبيق "ديسكورد" للتنسيق.
طالب المحتجون بتحسين خدمات الصحة والتعليم ومحاربة الفساد. ورغم الطابع السلمي الأولي، شهدت عدة مدن أعمال عنف وتخريب، مما أدى لتدخل أمني أسفر عن ثلاثة أشخاص في بلدة القليعة واعتقال 409 أشخاص.
وقد أعلن منظمو الحراك رفضهم لأعمال الشغب، بينما أكدت الحكومة تفهمها للمطالب واستعدادها للحوار.
0 تعليق