مراسلو الجزيرة نت
Published On 5/10/20255/10/2025
|آخر تحديث: 12:52 (توقيت مكة)آخر تحديث: 12:52 (توقيت مكة)
درعاـ شهدت محافظة درعا صباح اليوم انطلاق انتخابات مجلس الشعب السوري بنظام "اللجان الناخبة" للمرة الأولى، حيث أدلى أعضاء اللجنة الناخبة بأصواتهم في المركز الثقافي بالمدينة، تحت إشراف مباشر من اللجنة العليا للانتخابات، وبحضور مرشحين ومراقبين يمثلون مختلف مكونات المجتمع المحلي.
وانطلقت عملية التصويت عند التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي في سوريا، وسط إقبال مبكر وإجراءات تنظيمية واضحة لضمان نزاهة العملية وحسن سيرها، في تجربة انتخابية جديدة تسعى لإعادة تنظيم التمثيل السياسي على أسس أكثر دقة وشمولا.
تجرى انتخابات درعا هذا العام وفق آلية تقسم المحافظة إلى 3 قطاعات انتخابية: درعا، إزرع، والصنمين، ولكل قطاع هيئة ناخبة محلية تمثل مكوناته الاجتماعية والمدنية.

ففي قطاع درعا تشكلت لجنة من 150 عضوا لاختيار 3 مرشحين من أصل 36، في حين تضم لجنة إزرع 100 عضو سيصوتون لمرشحين اثنين من بين 19، أما لجنة الصنمين فتضم 50 ناخبا لاختيار مرشح واحد من أصل 15 متقدما.
وسينتج هذا النظام 6 ممثلين منتخبين للمحافظة في مجلس الشعب، يستكمل عددهم بتعيين 3 أعضاء إضافيين بقرار من رئيس الجمهورية، ليصبح مجموع ممثلي درعا 9 أعضاء، في خطوة تجمع بين الانتخاب المحلي والتعيين المركزي لضمان التوازن السياسي.

التزام ملحوظ
وقال إبراهيم المحاميد، عضو اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات، إن المركز الثقافي في درعا شهد التزاما ملحوظا بإجراءات التصويت منذ الصباح، مؤكدا أن العملية الانتخابية تجري في أجواء إيجابية تعكس رغبة المشاركين في تعزيز العمل السياسي المحلي بعد سنوات من الصراع.
وأضاف عضو اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات في تصريح للجزيرة نت، أن "اللجنة تتابع سير العملية عن قرب لضمان نزاهتها وسلامتها، فيما لم تسجل حتى الآن أي خروقات مؤثرة على الانتخابات".
إعلان
من جانبها، وصفت وفاء مسلماني، عضو اللجنة الناخبة، مشاركتها بأنها "تجربة ديمقراطية فريدة تعبر عن وعي متزايد داخل المجتمع بأهمية اختيار ممثليه على أسس برامجية لا انتمائية". وأشارت إلى أنها لاحظت إقبالا مبكرا من الأعضاء يعكس شعورهم بالمسؤولية تجاه هذا الاستحقاق.
وأعربت مسلماني في حديثها للجزيرة نت عن تفاؤلها بدور المرأة في هذه الانتخابات، قائلة إن "تمثيل النساء سيكون هذه المرة أكثر حضورا وتأثيرا، بفضل ارتفاع وعي المجتمع وإقبال عدد من المرشحات الكفؤات اللواتي يمتلكن برامج واقعية وقادرة على إحداث تغيير ملموس".

سلاسة وتنظيم
أما المرشحة إيمان أبازيد، فقالت للجزيرة نت بعد الإدلاء بصوتها إن العملية الانتخابية تسير بسلاسة وتنظيم، معتبرة إياها "خطوة نحو إعادة بناء العلاقة بين الناخب وممثله بعيدا عن الصيغ التقليدية".
وأضافت أبازيد أن "المرحلة المقبلة تتطلب منح الثقة لمن يملك الكفاءة والقدرة على الدفاع عن قضايا الناس بعيدا عن الولاءات الشخصية".
بدوره، عبر محمد خير بجبوج، أحد أهالي مدينة درعا، عن تمنياته بالتوفيق للمرشحين، لكنه أبدى تحفظه على النظام الجديد الذي يحصر التصويت في اللجان الناخبة بدل المشاركة الشعبية الواسعة، قائلا إن "الأهالي يأملون أن يكون الفائزون صوتهم الحقيقي بعد 14 عاما من المعاناة".
ومع استمرار عملية التصويت، تتجه الأنظار إلى نتائج هذه التجربة الانتخابية الجديدة، التي قد ترسم ملامح مرحلة مختلفة في الحياة السياسية لمحافظة درعا، وسط دعوات لضمان الشفافية وتعزيز المشاركة المجتمعية في إدارة الشأن المحلي خلال المرحلة المقبلة.
0 تعليق