القاهرة "العُمانية": يشتغل الكاتب الجزائري إسماعيل يبرير في مجموعته القصصية "مدار الكلب"، على ابتكار عوالم متقاطعة حول الإنسان وقيمه الجمالية والأخلاقية وأسئلته الوجودية، حيث تقوم الحكايات على مشاهدات للحيوانات وتحكى على لسان بعضها، كما تستنطق الكائنات مثل الأشجار والورق وغيرها.تتكوّن المجموعة الصادرة عن دار صفصافة للنشر، من تسع قصص توزّعت بين ضميرَي المتكلم والمخاطب، وفي أغلب القصص يوجد مساحة للألفة بين الإنسان والحيوان وبين محيطه، حيث يتحوّل الصراع حول الفضاء والوقت والمصير إلى حالة دائمة.وتقوم القصص على اختبار الحالات النفسيّة لشخوصها، حيث تتأمّل العلاقات الإنسانية، وكيف ينظر الناس إلى بعضهم بعضًا وما يدور في دواخلهم. وعلى عادة الكتابة عند يبرير تم إفراد مساحة للحبّ والتسامح والحوار.وجاء في عتبة المجموعة مقولة "ثمّة دائما كلب في الحكاية!"، وهو ما يتحقّق عبر النصوص التي تستضيف كلابًا في أدوار مختلفة، فيما يشبه تحوّلات هذا الكائن الذي يعيش مع الإنسان، وهي مقولة تحمل رمزيّة لما تحتمله القصص من قراءات.ولا تخلو المجموعة من طرح أوهام بشرية مكرّسة نحو الحيوان أو نحو بعض، وتَبرز فيها الثنائيات المدروسة بدقّة بين الفأر والقط والشيخ والعجوز.. إلخ، كما يمكن العثور على السلحفاة والعصفور والنملة والشجرة وحتّى الآلات وكائنات أخرى.نقرأ على الغلاف الأخير: "يأخذنا إسماعيل يبرير في رحلة من نوع خاص، رحلة في مدح الكلاب والبشر والكائنات كلها.. قصص غاية في الصدق، يغوص بنا داخل نفسيات الأبطال، لنراهم في وصف خارجي، وتحليل داخلي، تمكن منه الكاتب في لغة ثرية ووصف يجعلنا نعايش الأحداث كأننا نراها. ينتقل من لسان البشر إلى لسان الحيوان ببساطة وتمكن، دون أن نستشعر غرائبية ما يحدث، كأنه معتاد وتقليدي. نتوقف لنتفكر قليلاً في تلك الدفقات الإنسانية المليئة بالرّهافة، الممزوجة بحب الحيوانات والأشجار والطبيعة، لنخلص لنتيجة واحدة، ألا وهي أن العالم بكل ما يحويه من كائنات هي منظومة واحدة متكاملة، وإن اختلفت فيها أدوارنا".
0 تعليق