عمّان "العُمانية": يستلهم الكاتب الأردني محمد جميل خضر في روايته "أوراق صاعدة"، أحداث الراهن العربي، وبخاصة بعد "طوفان الأقصى"، معاينًا الواقع الحياتي في قطاع غزة، عبر رصد حيوات شخوصها ومآلات أيامهم. يقول جهاد أبو حشيش، مدير دار "فضاءات"، ناشر الرواية: "ترصد الرواية حيوات ومصائر ثلاث شخصيات رئيسية يربط بينها أنها من غزّة؛ منال عالمة بلّورات أصلها من خان يونس، غسّان مهندس معماري أصله من رفح، ونجوى أصلها من غزّة. في لحظة فارقة يشاهد ثلاثتهم أوراق شجر تصعد نحو السماء، مدوّنًا عليها أسماء الطفلات الشهيدات، وأسماء الأطفال الشهداء"، ويضيف: "تتقاطع الشخصيات في الرواية، وتواجه الأحداث حولها بطرائق مختلفة؛ ثمّة رغبة جامحة عند الجميع أن يرسموا ملامح غدهِم.. أحداث كبرى تقصم ظهر الأيام، وتفرض رؤية جديدة للواقع والحياة والموت والأمل. لا شيء ظل كما هو، فنحن أمام تاريخ مفصليٍّ ما بعدَهُ ليس كما قبلَه". ويتابع أبو حشيش: "بأسلوب الراوي العليم، وبلغةٍ سرديةٍ ذات مسحةٍ حكائية، مصطبغةٍ بكثيرٍ من الأسى، تسرد الرواية حكايتها، تخبرنا بخلطة روائية مزدانةٍ ببهارات المعنى وتجليات اللغة، أن سكان المكان المدعو (غزّة) هم بشر حقيقيون، من لحم ودم، ولديهم تطلعات وأحلام ومشاعر، كبقية البشر في عالمنا، يطمحون لحياةٍ كريمة كأيِّ إنسان طبيعي، ويريدون استرداد كرامتهم وحريتهم المسلوبة وأن يكون لهم حرية التنفّس والخروج والعودة إلى بلادهم متى يشاؤون. لن يخطر للسامع أنَّ الاحتلال قد حوّل هذه البُقعة من الأرض إلى سجن كبير يحبس فيه سكانها ويحرمهم من كل شيء، من كل ما هو حق لهم ليس فقط كأصحاب أرض وإنما كبشر، ويتمنى لو أنَّه يستطيع حرمانهم حتى من الأحلام". على الغلاف الأخير من الرواية نقرأ: "الأوراق تواصل الصعود.. لا ترقص خلال صعودها رقصة التانغو الأخيرة.. فهي أوراق طالعة من أرض غزّة.. ولا تتقن سوى رقصات أهل غزة.. ولا تحمل سوى أسماء الشهداء الأطفال في غزّة.. على كلِّ ورقةٍ اسم شهيد.. ترسم تشكيلات تضاهي تشكيلات سرب طائرات ملوّنة في عرض عسكري.. لا حدود لتدرجات خضرتها.. لبعضها ألوان.. ولِبعضها الآخر ألحان.. يُسمع على امتداد المدى صوت موسيقى تترافق مع صعود الأوراق.. أعلى من كل الأصوات.. أعلى من أصوات صرخات الجنود المرعوبين.. ومن صفارات الإنذار.. ومن زنّانات الصُّداع.. يُرافق صعودها صوت موسيقى النشيد الوطني وكلماتِه: فدائي.. فدائي.. فدائي يا أرضي يا أرض الجدود.. فدائي.. فدائي.. فدائي يا شعبي يا شعب الخلود".
0 تعليق