يواصل جيش الاحتلال حربه المدمرة على قطاع غزة لليوم الـ 713 على التوالي، مخلفًا وراءه كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يتعمد استهداف تجمعات المدنيين الباحثين عن لقمة العيش قرب مراكز توزيع المساعدات، في ظل حصار خانق أدى إلى إعلان المجاعة رسميًا من قبل الأمم المتحدة، وتصعيد عسكري يهدف إلى احتلال كامل للقطاع.
"شهداء لقمة العيش".. استهداف ممنهج للجياع
في تصعيد خطير لجرائمه، كثف جيش الاحتلال من استهدافاته المباشرة لتجمعات المدنيين الفلسطينيين الذين ينتظرون لساعات طويلة وصول المساعدات الإنسانية الشحيحة.
ووثقت المصادر الطبية ارتقاء 7 شهداء ووقوع 87 إصابة خلال الساعات الـ 24 الماضية فقط بين منتظري المساعدات، لترتفع الحصيلة المروعة لـ "شهداء لقمة العيش" إلى 2,504 شهداء وأكثر من 18,381 جريحًا منذ بدء الحرب.
تأتي هذه المجازر في وقت تدّعي فيه سلطات الاحتلال عملها على تأمين "ممرات آمنة"، إلا أن الوقائع على الأرض تُظهر استهدافًا مباشرًا للمدنيين في شمال وجنوب القطاع، بما في ذلك مجزرة استهدفت نازحين قرب مركز توزيع شمالي رفح، وأخرى في منطقة المواصي بخان يونس، مما يؤكد أن هذه المراكز تحولت إلى مصائد للموت.
المجاعة.. سلاح حرب وإعلان أممي
تترافق الإبادة العسكرية مع حرب تجويع ممنهجة، حيث يفرض الاحتلال حصارًا مطبقًا ويغلق كافة المعابر، مانعًا دخول الوقود والغذاء والدواء.
هذه السياسة أدت إلى انهيار كامل للمنظومة الإنسانية والصحية، ودفعت الأمم المتحدة إلى الإعلان رسميًا عن وجود مجاعة في محافظة غزة، وهو الإعلان الأول من نوعه في الشرق الأوسط.
ووفقًا لخبراء أمميين، يواجه أكثر من 500 ألف فلسطيني جوعًا "كارثيًا"، بينما سجلت المستشفيات 432 حالة وفاة نتيجة سوء التغذية والجفاف، بينهم 146 طفلًا، في مؤشر صادم على عمق المأساة التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني.
تصعيد عسكري ومجازر متواصلة
على الصعيد الميداني، صعّد جيش الاحتلال من هجماته على مدينة غزة، تمهيدًا لعملية برية وشيكة تهدف لاحتلالها بالكامل، وفقًا لتصريحات مسؤولين أمنيين ومصادقة الكابينيت الحكومي.
وشمل التصعيد قصفًا جويًا عنيفًا ونسفًا للمربعات السكنية، مما أسفر عن مجازر جديدة.
ومن أبرز مجازر يوم الأربعاء:
استشهاد الصحفي محمد علاء الصوالحي في قصف على مدينة غزة.
مجزرة قرب مستشفى الشفاء استهدفت نازحين، أدت لاستشهاد 13 مواطنًا على الأقل، وخلفت مشاهد مروعة لجثث متفحمة ومقطعة.
قصف استهدف شققًا سكنية ومنازل في أحياء تل الهوا، الشيخ رضوان، ومخيمي الشاطئ والنصيرات، مما أسفر عن استشهاد العشرات، بينهم عائلات بأكملها.
ارتفاع حصيلة شهداء يوم الأربعاء وحده إلى 81 شهيدًا في عموم القطاع.
حصيلة الضحايا الكارثية
أعلنت المصادر الطبية في غزة عن ارتفاع الحصيلة الإجمالية للعدوان منذ 7 أكتوبر 2023 إلى أرقام مفزعة:
الشهداء: 65,062 شهيدًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
الجرحى: 165,697 مصابًا.
شهداء ومصابو الـ 24 ساعة الماضية: 98 شهيدًا و385 مصابًا وصلوا للمستشفيات.
حصيلة ما بعد خرق الهدنة (منذ 18 مارس): 12,511 شهيدًا و53,656 مصابًا.
ولا تزال أعداد كبيرة من الضحايا تحت ركام المنازل المدمرة، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب شدة القصف وانعدام المعدات اللازمة، مما ينذر بارتفاع الحصيلة بشكل أكبر.
0 تعليق