صفقة منتظرة بين أميركا والصين حول تيك توك قد تمهد لمواجهة أكبر - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

تعود المنافسة بين الولايات المتحدة والصين لتطفو على السطح من جديد عبر ملف التكنولوجيا، وهذه المرة من خلال تطبيق "تيك توك" واسع الانتشار، الذي يستخدمه أكثر من 170 مليون أميركي.

ففي وقت حساس سياسيا واقتصاديا، يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ لإجراء مكالمة هاتفية قد تفتح الباب أمام اتفاق يتيح استمرار عمل التطبيق داخل أميركا.

هذه المكالمة، التي ستكون الأولى المعلنة بين الزعيمين منذ نحو ثلاثة أشهر، تأتي بينما يستعد الطرفان لمحادثات أوسع خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (آبيك) المقرر عقدها في كوريا الجنوبية بين 30 أكتوبر/تشرين الأول والأول من نوفمبر/تشرين الثاني.

ويُعتقد بأن الهدف لمكالمة ترامب وشي هو كسر الجمود في العلاقات الثنائية عبر تسوية محدودة، لكنها مرشحة لأن تتحول إلى جزء من معركة أكبر حول النفوذ الاقتصادي والتكنولوجي العالمي.

 

A 3D-printed miniature model of U.S. President-elect Donald Trump and TikTok logo are seen in this illustration taken January 19, 2025. REUTERS/Dado Ruvic/Illustration
التطبيق يستخدمه نحو 170 مليون أميركي، ما يجعله أداة ذات وزن سياسي واقتصادي بارز في الداخل الأميركي (رويترز)

صراع التكنولوجيا

وحسب تقارير إعلامية فإن الاتفاق المحتمل يقوم على إنشاء كيان أميركي مملوك بغالبية محلية يتولى إدارة عمليات "تيك توك" في الولايات المتحدة، مع تخزين بيانات المستخدمين في الخارج.

لكن جوهر النجاح، أي الخوارزمية التي تقف خلف شعبية التطبيق، سيبقى في الصين ويُمنح على سبيل الترخيص أو "الإعارة"، وهو ما اعتبرته الوكالة دلالة على أن أميركا، رغم ضغوطها، لا تزال بحاجة إلى الابتكار الصيني.

وتقدّر قيمة الشركة الأم "بايت دانس" بنحو 400 مليار دولار، والسيطرة على أحد أصولها الرئيسية يمثل مكسبًا سياسيًا لترامب يمكن أن يسوّقه في الداخل. لكن في المقابل، يتيح لبكين الاحتفاظ بالسيطرة على العنصر الأكثر حساسية في اللعبة والمتمثل في التكنولوجيا.

حسابات ترامب الداخلية وضغوط الكونغرس

ويمثل الاتفاق تحديًا شخصيًا لترامب، إذ يجد نفسه بين مطرقة الكونغرس الذي أقرّ قانونًا يُلزم بحظر "تيك توك" إذا لم تُنقل ملكيته إلى أميركيين، وسندان قاعدته الانتخابية التي ترى في التطبيق منصة رئيسية للتواصل والتأثير.

إعلان

وقد عبّر ترامب عن موقفه بوضوح قائلاً: "أحب تطبيق تيك توك، فقد ساعد في انتخابي.. تيك توك له قيمة هائلة. الولايات المتحدة تتحكم في هذه القيمة لأننا نحن من يجب أن يوافق عليها".

ومع ذلك، تبقى الأسئلة مفتوحة حول هيكل الملكية النهائي للشركة في أميركا، ومدى السيطرة التي ستحتفظ بها الصين، وإمكانية تمرير الاتفاق داخل الكونغرس وسط انقسام سياسي محتدم.

ترامب يسعى لما يسميه "صفقة كبيرة وجميلة" مع الصين قبل حكم مرتقب من المحكمة العليا  (الفرنسية)

مخاوف أمنية وتباين في التفسيرات

أحد أبرز الجدل يدور حول مسألة الأمن القومي، فقد ذكرت رويترز أن بعض المشرعين الأميركيين يخشون من أن تسمح الصفقة لبكين بمواصلة التجسس أو التأثير على الرأي العام عبر المحتوى، لكن الصين تصر على أنه "لا يوجد دليل على أن التطبيق يهدد الأمن القومي".

من جانب آخر، ترى بلومبيرغ أن هذه الصفقة، حتى لو أُبرمت، لن تكون سوى "جولة أولى" في معركة أوسع بكثير حول التكنولوجيا والابتكار والسيطرة على الأسواق العالمية، مشيرة إلى أن بكين تراهن أيضًا على تقدم شركاتها مثل "هواوي"، التي باتت منتجاتها تقترب من الاستغناء عن مكونات أميركية مثل بطاقات "إنفيديا".

احتمالات لصفقة أكبر

وتقول رويترز إن المكالمة الهاتفية بين ترامب وشي قد تمهد لعقد قمة مباشرة خلال اجتماع "آبيك"، حيث يسعى البيت الأبيض لتحقيق ما يصفه ترامب بـ"صفقة كبيرة وجميلة".

ويأتي ذلك قبل حكم مرتقب من المحكمة العليا الأميركية قد يُهدد الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصين، وهو ما يجعل التوقيت ضاغطًا بالنسبة له لتعزيز أوراقه التفاوضية.

ويرى محللون أن هذه التطورات تكشف عن تناقض مزدوج، فمن جهة نجاح واشنطن في إخضاع شركة صينية عملاقة لقوانينها، ومن جهة أخرى استمرار اعتمادها على تكنولوجيا بكين، الأمر الذي يعكس تشابك المصالح والتحديات في آن واحد.

وبين الأمن القومي والاعتبارات الانتخابية، وبين الاقتصاد والسياسة، تبقى صفقة "تيك توك" اختبارًا حقيقيًا لعلاقة واشنطن وبكين، وكما لخص تقرير بلومبرغ: "تيك توك ليست سوى الجولة الأولى في معركة أكبر بكثير".

0 تعليق