في شهادة ثقة واضحة من المستثمرين الدوليين على متانة الاقتصاد الأردني، قفزت الاستثمارات الأجنبية في بورصة عمان بنسبة 32% منذ بداية العام، بالتزامن مع تحقيق المؤشر العام للبورصة قفزة تاريخية بتجاوزه حاجز 3000 نقطة لأول مرة منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008. ويعزو مسؤولون وخبراء هذا الأداء الاستثنائي إلى حزمة الإصلاحات التي تبنتها الحكومة ضمن رؤية التحديث الاقتصادي، والتي بدأت تؤتي ثمارها بشكل ملموس.
"شهادة ثقة".. الاستثمار الأجنبي يقفز بقيمة 6.4 مليار دينار
تُظهر الأرقام الرسمية الصادرة عن بورصة عمان أن قيمة ملكية الأجانب في الشركات المدرجة ارتفعت بمقدار 6.38 مليار دينار منذ بداية العام، لتصل إلى 26.38 مليار دينار حتى منتصف أيلول/سبتمبر الجاري.
ويوضح المدير التنفيذي لبورصة عمان، مازن الوظائفي، أن هذا التدفق يعكس التنوع الجغرافي الكبير في قاعدة المستثمرين، حيث تصدرت الجنسية الهندية القائمة بأعلى صافي ارتفاع بلغ 844 مليون دينار (بنمو 88%)، تلتها استثمارات كبيرة من الكويت، السعودية، البحرين، والإمارات، بالإضافة إلى استثمارات آسيوية وصناديق من جزر الأوفشور.
محرك الإصلاح: أكثر من 160 قراراً حكومياً
ويربط وزير الدولة للشؤون الاقتصادية، مهند شحادة، هذا الأداء بشكل مباشر بالنهج الإصلاحي للحكومة. ويقول شحادة إن الحكومة نفذت خلال عام أكثر من 160 قراراً تحفيزياً ضمن رؤية التحديث الاقتصادي، شملت تعديلات تشريعية وإجرائية عززت البيئة الاستثمارية.
وأضاف أن "الاستثمارات الأجنبية ليست فقط مؤشراً على جاذبية السوق، بل هي أداة فاعلة في تحفيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل".
أساس متين: أرباح الشركات المدرجة تسجل نمواً قوياً
ويستند صعود البورصة إلى أساس متين من الأداء المالي القوي للشركات المدرجة. ووفقاً للوظائفي، فقد ارتفعت أرباح الشركات في النصف الأول من عام 2025 بنسبة 9.4% لتصل إلى 1.059 مليار دينار، وذلك بعد أن كانت قد سجلت أرباحاً تاريخية في عام 2024 بلغت 2.072 مليار دينار.
وقد انعكس هذا الأداء على مؤشرات البورصة، حيث ارتفع المؤشر العام بنسبة 21.7% منذ بداية العام، فيما وصل متوسط العائد الكلي للمستثمرين إلى نحو 35%، وحققت بعض الاستثمارات الأجنبية عوائد وصلت إلى 88%.
الوظائفي: الزخم مستمر.. والسوق الأردني جاذب
ويؤكد المدير التنفيذي لبورصة عمان، مازن الوظائفي، أن هذه المؤشرات مجتمعة تعكس قوة ومرونة الاقتصاد الأردني. ويتوقع استمرار هذا الزخم الإيجابي، مدعوماً بالنتائج المالية الجيدة المتوقعة للشركات، وتواصل السياسات الحكومية المحفزة، والتنفيذ الفعلي لمشاريع ومبادرات رؤية التحديث الاقتصادي، مما يعزز مكانة بورصة عمان كنافذة مهمة لجذب رؤوس الأموال الأجنبية.
0 تعليق