قلق في أفغانستان بسبب قرار طالبان قطع الإنترنت عبر الألياف - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كابل- بذريعة "منع المنكرات"، أصدر زعيم حركة طالبان، الملا هيبة الله أخوند زاده، مرسومًا يقضي بتقييد الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة عبر خدمة الألياف الضوئية في كافة أنحاء أفغانستان، حيث بدأ تنفيذ القرار الاثنين الماضي في مدينة مزار شريف بولاية بلخ، على أن يتم تعميمه لاحقًا على مدن أفغانية أخرى.

وبعد أسبوع من قطعها في ولاية بلخ في شمالي أفغانستان، أوقفت حكومة طالبان خدمات الإنترنت عبر الألياف الضوئية في كل من ولايات قندهار، هرات، أرزغان، نیمروز، بغلان، تخار وکندز، فيما بقيت خدمات الإنترنت عبر الهواتف المحمولة عاملة.

وأكد عدد من سكان هذه الولايات للجزيرة نت أن الإنترنت عبر الألياف لم يعمل منذ أكثر من 24 ساعة، وأن العديد من المواطنين واجهوا مشاكل كبيرة في أداء أعمالهم اليومية.

وقال أحد سكان ولاية قندهار، الذي يعمل في شركة خاصة وفضل عدم ذكر اسمه، للجزيرة نت "قطع الإنترنت سبب لنا الكثير من المشاكل، لدينا شركة، وحاليًا توقفت جميع أعمالنا بالكامل، هذه الخطوة تثير قلقًا واسعًا في الولايات المختلفة، في القرن 21 العالم مرتبط بالإنترنت، وقطعه يزيد من المشاكل".

وأضاف أن المشكلة نفسها ظهرت أيضًا في ولاية هلمند، فيما أبدى سكان ولاية هرات ومناطق أخرى شكاوى مماثلة، حيث قال عبدالرقيب عزيزي للجزيرة نت "منذ أمس، الواي فاي في منزلنا لا يعمل، والإنترنت عبر بطاقة الهاتف ضعيف جدًا، لدرجة أن إرسال الرسائل عبر واتساب أصبح صعبًا".

FILE - In this Feb. 10, 2016 photo, Afghanis access social media websites at a private internet cafe in Kabul, Afghanistan. (AP Photo/Rahmat Gul, file)
القرار أثر بشكل مباشر على أعمال العديد من المؤسسات خصوصًا تلك التي تعتمد بشكل كبير على الشبكة (أسوشيتد برس)

مبررات الحجب

أكد المتحدث باسم حاكم ولاية بلخ، حاجي زيد، للجزيرة نت أن "قطع الإنترنت عبر الألياف الضوئية في الولاية جاء بأمر مباشر من زعيم حركة طالبان، وقد تم تنفيذه فورًا".

وذكر أن هذا الإجراء يهدف إلى "منع المنكرات"، لكن الحكومة ستسعى لتوفير "حل بديل داخلي" لتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين والمؤسسات، وقال "حتى الآن، لم يتم تحديد طبيعة هذا الحل البديل بشكل مفصل، لكننا نعمل على إيجاد طريقة تتيح للمواطنين والشركات الوصول إلى الإنترنت بشكل محدود وضروري".

إعلان

وأفاد مصدر مطلع للجزيرة نت أن قرار وقف الإنترنت صدر خلال اجتماع مع حكام الولايات في قندهار الأسبوع الماضي، وأن القرار سيطبق تدريجيًا على ولايات أخرى، بما في ذلك كابل.

وقال أحد مقدمي خدمات الإنترنت في مدينة مزار شريف إنه عقد اجتماعًا طارئا بين حاكم ولاية بلخ محمد يوسف وفا وممثلي شركات الإنترنت، تم خلاله إبلاغهم بأن القرار صادر مباشرة من هبة الله أخوند زاده، وأنه يجب تنفيذه على الفور.

وتبرر قيادة طالبان هذه القيود بـ"مكافحة نشر الفحشاء"، فقد طُلب من مزودي الخدمة سابقًا حظر تطبيقات مثل "ببجي"، و"تيك توك"، والمواقع الإباحية، لكن تطبيق رقابة فعّالة كان مكلفًا للغاية، فلم تستطع الشركات سوى حجب جزء من المواقع، بينما فشلت في حجب التطبيقات واسعة الانتشار، مما أثار استياء الجهات الرقابية.

" frameborder="0">

أهمية الألياف

أدى هذا القرار إلى تعطيل أعمال العديد من الهيئات الحكومية، بما في ذلك الجوازات والسجل المدني والجمارك والموانئ والمصارف، فضلا عن تأثيره على وسائل الإعلام والمؤسسات الخاصة التي تعتمد على الإنترنت في تسيير أعمالها اليومية.

وأفاد مسؤول في إحدى شركات تقديم خدمات الإنترنت بأن عشرات الشركات الصغيرة والكبيرة استثمرت ملايين الدولارات خلال العقد الأخير في خدمات الألياف الضوئية، لكن هذه الاستثمارات أصبحت مهددة بالتلاشي، وسط قلق مستمر من العملاء والمستخدمين الذين يطالبون بإعادة خدمة الإنترنت.

كما أفاد مزودون لخدمات الإنترنت أن متوسط سرعة الإنترنت عند توفر "الفايبر النوري" كان يقارب 40 ميغابت/ثانية، بينما انخفضت سرعة الشبكات اللاسلكية بعد توقف الفايبر إلى 4-6 ميغابت/ثانية فقط.

وبحسب مصدر في وزارة تكنولوجيا المعلومات الأفغانية، فإن الدول غير المطلة على البحر ومحاصرة جغرافيًا مثل أفغانستان تحصل على الإنترنت الأسرع والأقوى عادةً من الدول التي لها سواحل بحرية، حيث إن الإنترنت اللاسلكي عبر الأقمار الصناعية مكلف وذو جودة منخفضة مقارنة بالاتصالات الأرضية.

وأفاد المصدر بأن أفغانستان متصلة عبر 7 نقاط رئيسية بـ"فايبر نوري" مع دول وسط وجنوب آسيا، ومن خلال هذه الشبكات يصل الإنترنت إلى البلاد، كما تسعى الحكومة إلى رفع مستوى المواقع الاتصالية وزيادة سرعة الإنترنت إلى شبكتي "3G" و"4G" لتوفير وصول أفضل وأسرع للمواطنين.

ويحتاج قطاع البنوك والبطاقات الإلكترونية والمصالح الحكومية المهمة إلى الإنترنت عالي السرعة الذي يعمل عبر الألياف الضوئية، وإذا تم قطع هذا الإنترنت دون وجود بديل، فقد يؤثر ذلك بشكل مباشر على أعمال العديد من المؤسسات، خصوصًا تلك التي تعتمد بشكل كبير على الشبكة.

ويشير إحصاء الوزارة إلى وجود نحو 26 مليون بطاقة SIM نشطة في أفغانستان، بينهم نحو 14 مليونا لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت، في حين يستخدم الباقون بطاقات SIM لإجراء المكالمات فقط، ولا يزال من غير الواضح إلى أي مدى سيؤثر حظر الألياف الضوئية على هؤلاء المستخدمين.

Telecommunication tower in the remote desert landscape of Jowzjan Province Afghanistan; Shutterstock ID 2675216871; purchase_order: aj; job: ; client: ; other:
الإنترنت اللاسلكي عبر الأقمار الصناعية مكلف وذو جودة منخفضة مقارنة بالاتصالات الأرضية (شترستوك)

استياء وقلق

عبر عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي داخل أفغانستان عن قلقهم من تطبيق القرار، إذ أن قطع الإنترنت من شأنه أن يعطل أعمالا تجارية كثيرة ويؤثر على سبل معيشة الآلاف.

ومنذ فرض طالبان قيودًا على تعليم وعمل النساء، لجأت كثير من الفتيات إلى التعليم عن بُعد والعمل عبر الإنترنت، لكنهم يخشون الآن أن يؤدي فقدان الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة إلى خلق تحدٍ جديد يفاقم معاناتهن.

إعلان

وقال زاهد الله عليزي وهو أحد سكان ولاية هرات غربي أفغانستان، للجزيرة نت "منذ أمس، الواي فاي في منزلنا لا يعمل، والإنترنت عبر بطاقة الهاتف ضعيف جدًا، حتى إرسال الرسائل أصبح صعبًا".

وأضاف آخر من ولاية قندهار جنوب شرق أفغانستان، ويعمل في شركة خاصة للجزيرة نت "تم قطع الإنترنت عبر الألياف الضوئية، وتوقفت جميع أعمالنا بالكامل، هذه الخطوة أثارت قلقًا واسعًا في الولايات المختلفة، ونقص الإنترنت يزيد من المشاكل اليومية".

وأوضح أحد مسؤولي شركات الإنترنت في مزار شريف أن تطبيق أي بديل محلي يتطلب وقتًا وتكاليف باهظة، مما يجعل إعادة الإنترنت عالي السرعة أمرًا صعب التحقيق في المستقبل القريب.

كما أثار القرار قلق منظمات دعم الصحفيين في أفغانستان، وخصوصًا بعد القيود السابقة التي فرضتها طالبان على الإعلام، بما في ذلك حظر بث الموسيقى، وإجبار الصحفيات على ارتداء الكمامات أثناء تقديم البرامج، ووقف بث البرامج الترفيهية المختلفة.

0 تعليق