في أكبر تحرك دولي لكسر الحصار عن قطاع غزة منذ سنوات، أبحرت سفينة "عمر المختار" من العاصمة الليبية طرابلس، يوم الأحد، للانضمام إلى "أسطول الصمود الدولي" الذي يضم عشرات السفن المحملة بالمساعدات والناشطين.
وتأتي هذه الخطوة، التي تحظى بدعم شعبي ورسمي ليبي، في وقت يتجه فيه الأسطول نحو نقطة تجمّع في البحر المتوسط، وسط مراقبة حثيثة من طيران الاستطلاع التابع للاحتلال الإسرائيلي.
خلفية: تاريخ من المواجهات.. والاحتلال يراقب عن كثب
ويُعد "أسطول الصمود" هو التحرك الأضخم من نوعه منذ حادثة أسطول الحرية عام 2010، الذي تعرض لهجوم دموي من قبل قوات الاحتلال في عرض البحر، مما أسفر عن استشهاد عدد من المتضامنين على متن سفينة "مافي مرمرة".
هذا التاريخ يضفي على الرحلة الحالية حالة من التوتر والترقب، خاصة بعد أن رُصدت طائرات استطلاع إسرائيلية مُسيرة تحلق على ارتفاعات منخفضة فوق عدد من سفن الأسطول، في إشارة إلى متابعة دقيقة لتحركاته.
"عمر المختار": مستشفى عائم ومشاركة ليبية رفيعة
وتحمل السفينة الليبية، التي تحمل اسم بطل المقاومة "عمر المختار"، على متنها نحو 20 شخصاً، بينهم أطباء ليبيون وناشطون حقوقيون من اسكتلندا وكندا، بالإضافة إلى رئيس الوزراء الليبي الأسبق عمر الحاسي، في مشاركة تمنح الرحلة بعداً سياسياً لافتاً.
وفي لفتة تضامنية رمزية، تم تجهيز السفينة بوحدة طبية متكاملة للعناية الطارئة، أُطلق عليها اسم الطبيب الفلسطيني الأسير الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى الشفاء الذي اعتقلته قوات الاحتلال.
كما خصص جهاز الطوارئ الليبي مروحية لتأمين عمليات الإغاثة الطارئة أثناء الرحلة، مما يعكس دعماً رسمياً للبعثة.
موعد في عرض البحر
ووفقاً للجنة الدولية لكسر الحصار، فإن عشرات السفن المنطلقة من عدة دول ومحملة بالمساعدات الإنسانية والطبية، ستجتمع قريباً قرب السواحل المالطية، لتشكل أسطولاً موحداً يبحر بشكل جماعي باتجاه شواطئ قطاع غزة، في محاولة هي الأكبر منذ 18 عاماً لاختراق الحصار المفروض على أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من حرب إبادة ومجاعة.
0 تعليق