Published On 24/9/202524/9/2025
|آخر تحديث: 07:30 (توقيت مكة)آخر تحديث: 07:30 (توقيت مكة)
مع اقتراب التنزانيين من صناديق الاقتراع في 29 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، تبدو ملامح المشهد السياسي شبه محسومة.
فالرئيسة سامية صلوحو حسن، التي تولت السلطة عام 2021 عقب وفاة جون ماغوفولي المفاجئة، نجحت خلال أربع سنوات في ترسيخ نفوذها وإزالة العقبات أمام تجديد ولايتها، وفق تقرير لمجلة أفريكا ريبورت.
من رئيسة انتقالية إلى زعيمة مطلقة
عند وصولها إلى الحكم، اعتُبرت سامية شخصية انتقالية حذرة ومتصالحة.
فقد دفعت خطواتها الأولى، مثل إعادة فتح المجال الإعلامي واستعادة ثقة المانحين الدوليين، بعضًا للتكهن بأنها ستكتفي بولاية واحدة. لكن سرعان ما تغيّر المشهد.
فبحسب المراقب الانتخابي الكيني صوبا تشرشل، واجهت سامية "أزمة ثقة داخل حزبها الحاكم (حزب الثورة) ومع المعارضة حول كيفية تطبيق فلسفتها المعروفة ب"4R": المصالحة، الصمود، الإصلاح، وإعادة البناء".
وراء خطاب الانفتاح، أعادت الرئيسة تشكيل أجهزة الدولة: أُبعد الموالون لماغوفولي، وأُعيد توزيع المناصب الحساسة في القضاء والأمن واللجنة الانتخابية، بما عزز قبضتها على السلطة.

معارضة ضعيفة وإصلاحات محسوبة
رغم رفع بعض القيود التي فرضها ماغوفولي، مثل السماح بالتجمعات السياسية وتخفيف الضغط على المجتمع المدني، فإن هذه الإصلاحات، بحسب أفريكا ريبورت، كانت محدودة، إذ منحت صورة انفتاح من دون تغيير جوهري في موازين القوى.
إذ وجد قادة المعارضة، مثل فريمان مبوي (حزب تشاديما)، أنفسهم بين الامتنان لعودة بعض الحريات والشك في أن الانفتاح مجرد تكتيك.
أما شخصيات بارزة مثل تندو ليسو، فتعاني من انقسامات داخلية وأزمات مالية.

إستراتيجية ثلاثية
يرى محللون أن الرئيسة اعتمدت إستراتيجية بثلاثة محاور:
– التحكم المؤسسي بوجه ناعم، عبر تعيينات محسوبة في الأجهزة الحساسة.
– ضبط الحزب الحاكم، باستمالة بعض الأجنحة ومعاقبة المعارضين داخل الحزب.
إعلان
– تحرير محدود، بالسماح بهوامش حرية مدروسة للمعارضة والإعلام، لكن تحت رقابة مشددة.
قبول خارجي.. وتململ داخلي
على الصعيد الدولي، نجحت سامية في تحسين صورة تنزانيا، فاستعادت ثقة المانحين الغربيين، وأبرمت برامج جديدة مع صندوق النقد الدولي، وجذبت استثمارات في قطاع الطاقة.
لكن داخليا، لا يزال الشارع يشكو من البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة والفساد المحلي.
ويقول المحلل موسى حسين إن "غالبية التنزانيين لا يهتمون كثيرًا بمن يحكم بقدر اهتمامهم بالحفاظ على السلم والاستقرار".

انتخابات بلا مفاجآت؟
مع تفكك المعارضة وهيمنة الحزب الحاكم، يتوقع مراقبون أن تظفر سامية بولاية جديدة بسهولة. غير أن ضعف المنافسة قد ينعكس على نسب المشاركة، مما يثير تساؤلات حول شرعية العملية الانتخابية.
ويرى المحلل توماس كيبوانا أن "فوز سامية الكاسح شبه مؤكد، خاصة مع خروج تندو ليسو من السباق وملاحقته قضائيا".
وأضاف "الرئيسة تسعى لإثبات أنها قادرة على الفوز بشروطها الخاصة، ولإسكات المشككين في قدرة امرأة على قيادة حملة انتخابية ناجحة".
ومع أن النتيجة تبدو محسومة، فإن أفريكا ريبورت تشير إلى أن القصة الأهم تكمن في المسار الذي سبق الانتخابات: مسار هيمنت فيه سامية على مؤسسات الدولة، وأضعفت خصومها، مع الحفاظ على واجهة تعددية شكلية.
0 تعليق