Published On 25/9/202525/9/2025
|آخر تحديث: 14:08 (توقيت مكة)آخر تحديث: 14:08 (توقيت مكة)
هل يمكن أن يبدأ مسار النجاح من خلف القضبان؟ هل يمكن للمجتمع أن يرى في الفشل بداية جديدة، وأن يمنح الفرصة الثانية لمن أخطأ؟ الإجابة نعم، كما تثبتها العديد من المبادرات والمشاريع العالمية الرائدة. فالمسار نحو النجاح لا يشترط أن يكون مستقيما دائما؛ بل يمكن أن يكون رحلة تحول تبدأ من نقطة مظلمة نحو مستقبل مشرق.
هذه المشاريع ليست مجرد مبادرات خيرية، بل هي نماذج عملية وناجحة تثبت أن الاستثمار في الإنسان هو أفضل استثمار. كما تؤكد أن برامج التعليم والتدريب تعيد بناء حياة الأفراد، وتساعدهم على النجاح الشخصي والمساهمة الإيجابية في المجتمع.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listوإلى جانب التعليم والمهارات المهنية، توجد برامج عدة تركز على الدعم النفسي والاجتماعي، بهدف معالجة الأسباب الجذرية التي أدت إلى الجريمة، ما أثمر في النهاية العديد من قصص النجاح بين السجناء.
" frameborder="0">
التعليم كجسر نحو المستقبل
التعليم أحد أقوى الأدوات لتحقيق التحول نحو النجاح، فالعديد من المشاريع حول العالم تتيح للسجناء فرصة الحصول على شهادات أكاديمية عالية، وهذا يفتح لهم أبوابا جديدة بعد إطلاق سراحهم. وتُثبت الأرقام أن هذه البرامج ليست مجرد نجاحات فردية؛ فالمشاركة في التعليم داخل السجن تقلل من احتمالية العودة إلى الجريمة بنحو 40%، وهذا يسهم في بناء مجتمعات أكثر أمانا، ومن هذه المبادرات:
المغرب: برنامج "سجون بدون أمية" يستهدف ما يقارب 8 آلاف سجين وسجينة لمحو أميتهم. الأردن: برامج تعليمية متنوعة، بما في ذلك مدارس داخل السجون مثل "مدرسة المتنبي" و"مدرسة التوبة" و"مدرسة الهدى". منظمة "جاستس ديفندرز": بالتعاون مع جامعة لندن، تمنح هذه المنظمة شهادات في القانون للسجناء في سجون أفريقيا. وقد أثمر هذا المشروع عن حصول عشرات السجناء على شهادات في القانون، مثل قصة وليام أوكومو، السجين السابق المحكوم بالإعدام، الذي أصبح الآن محاميا مؤهلا في المحكمة العليا في كينيا. مبادرة التعليم في السجون بجامعة ويسكونسن الأميركية: لا تقتصر هذه المبادرة على تقديم برامج درجات جامعية في 7 سجون، بل توفر أيضا دعما شاملا للطلاب، يشمل الدروس الخصوصية، والإرشاد المهني، والتخطيط لإعادة الاندماج. برامج التعليم القانوني الأميركية: تشارك كليات القانون في الولايات المتحدة في هذا المسار. مثل "برنامج القانون والسياسة في السجون" التابع لجامعة كاليفورنيا، والذي يدرب طلاب القانون على مساعدة السجناء السابقين في إزالة الحواجز القانونية أمام توظيفهم، من خلال محو السجلات الجنائية. كما يتيح "برنامج التعليم في السجون" التابع لجامعة كورنيل لطلاب القانون تدريس دورات قانونية للسجناء للحصول على درجات جامعية.إعلان
" frameborder="0">
ريادة الأعمال ومهارات سوق العمل
بسبب الوصمة الاجتماعية التي يواجهها السجناء السابقون، يصبح العثور على وظيفة ثابتة تحديا كبيرا، حيث تشير الإحصاءات إلى أن معدل البطالة للسجناء السابقين في الولايات المتحدة يزيد على 27%. ولهذا السبب، تقدم عدة مشاريع حلا عمليا من خلال التدريب المهني وريادة الأعمال، مثل:
المغرب: تقدم "مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء" دعما ماليا مباشرا ومشاريع مربحة للفئات الهشة من المفرج عنهم، وهذا يعزز استقلاليتهم الاقتصادية. الأردن: تُركز برامج التأهيل على الأعمال الحرفية، مثل الحياكة والتطريز، كأداة للإصلاح المهني والنفسي. كما تسهم هذه المبادرات في دعم قطاع الحرف اليدوية الأوسع في البلاد. برنامج رواد الأعمال في السجون الأميركية: يعد هذا البرنامج من أبرز النماذج الناجحة في الولايات المتحدة. فهو يربط السجناء برجال أعمال لتعليمهم مهارات ريادة الأعمال والقيادة، ويقدم لهم دعما شاملا بعد الإفراج، يشمل الإسكان والنقل وخدمات الأعمال. وتظهر نتائج البرنامج أن معدل العودة إلى الجريمة بين خريجيه يقل عن 10%، وأن 100% منهم يحصلون على وظيفة خلال 90 يوما من الإفراج. التدريب على الطهي: يقدم مشروع "ريفاير كولينيري" (REfire Culinary) في الولايات المتحدة تدريبا مجانيا في مجال الطهي لمدة 8 أسابيع للأفراد الذين لديهم سوابق، ما أثمر توظيف 84% من خريجيه في قطاع الضيافة. وفي نفس المجال، يركز "معهد إدوينز للقيادة والمطاعم" على تدريب المفرج عنهم في فن الطهي مجانا، من دون الحاجة لمعلومات عن سجلهم الجنائي." frameborder="0">
الإبداع كأداة للتحول
يعتبر الفن والإبداع وسيلة قوية للتعبير عن الذات ومعالجة الصدمات والتحضير للاندماج في المجتمع، ومن تلك المبادرات:
مصر: أطلقت جمعية "أطفال السجينات" مبادرة فريدة لإطلاق سراح الغارمات عبر بيع لوحات فنية رقمية بتقنية "إن إف تي إس" (NFTs)، حيث تُجسد كل لوحة قصة إحدى السجينات. المغرب: يستخدم بعض السجناء السابقين منصات مثل يوتيوب لمشاركة قصصهم وتجاربهم في السجن، بهدف تغيير الصورة النمطية للمجتمع نحوهم، وهذا يُعد شكلا من أشكال "العلاج النفسي". علامة "إنسايد آوت" للملابس: تُقدم هذه العلامة التجارية البريطانية الجريئة فرصة فريدة للسجناء السابقين، إذ يقومون بتصميم وإنتاج جميع ملابسها، كما يكتسب المتدربون الخبرة في وسائل التواصل الاجتماعي، وإنشاء المحتوى، وريادة الأعمال. برنامج "الفنون في الإصلاحيات": تقدم وزارة الإصلاحيات في كاليفورنيا بالتعاون مع مجلس كاليفورنيا للفنون، برنامجا يهدف إلى إعداد السجناء للنجاح من خلال الفنون البصرية، والأدب، والموسيقى، والمسرح.المصدر: مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي
0 تعليق