كتب يوسف الشايب:
وجه مسلسل "ساوث بارك" الكارتوني الشهير، مساء الأربعاء الماضي، سهام نقده لرئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بحيث جاء على لسان إحدى الشخصيات، وهي عجوز يهودية أميركية، في الحلقة الخامسة: "إنك تقتل الآلاف وتمحو أحياء بأكملها، ثم تتخذ من اليهودية درعاً يحصنك من الانتقاد".
وأشار موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية باللغة الإنكليزية، أول من أمس، إلى صُناع مسلسل "ساوث بارك"، تري باركر ومات ستون، يشتهرون بأسلوبهم الجريء واللاذع، ورفضهم التام لتخفيف حدة المحتوى الذي يقدمونه رغم المناخ الإعلامي الخاضع لضغوط متواصلة من البيت الأبيض، مضبفاً: في الحلقة الخامسة من الموسم الأخير، بعنوان "تضارب المصالح"، وجه الثنائي هجوماً جديداً ضد الرئيس الأميركي دونالد ترامب وممثله بلجنة الاتصالات الفيدرالية بريندان كار، إلا أن المفاجأة الأكبر كانت ظهور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كـ"ضيف"، والذي نال نصيبه من سخرية البرنامج.
وأشار تقرير موسع لصحيفة "الغارديان" البريطانية، أول من أمس، إلى أنه، وفي الحلقة الأحدث من مسلسل "ساوث بارك"، وتعرض منصة "باراماونت بلس"، قتحمت بقوة موضوعاً آخر، متناولاً أخيراً الإبادة الجماعية في فلسطين عبر تطبيقات "أسواق التنبؤات"، حيث يتضخم رهان على إحدى هذه المنصات: "هل ستقصف والدة كايل غزة وتدمر مستشفى فلسطينياً؟"، لدرجة أن والدة "كايل"، وكلاهما من شخصيات المسلسل البارزة، ينتهي بها المطاف بالسفر إلى إسرائيل لوضع حد للأمر.
في معظم أجزاء الحلقة، يتجه الغضب نحو جميع الأطراف، حيث يصرخ كايل غاضباً: "اليهود والفلسطينيون ليسوا فرق كرة قدم تراهنون عليها"، بينما تعلن والدته: "الأمر ليس اليهود ضد فلسطين، بل إسرائيل ضد فلسطين!".
لكن هذا الغضب يتجه في النهاية إلى طرف محدد، حيث تقتحم والدة كايل مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وتنفجر فيه قائلة: "من تظن نفسك حقاً، تقتل الآلاف وتسوّي الأحياء بالأرض، ثم تتلفع باليهودية وكأنها درع يحميك من النقد!"، حيث وصفت الصحيفة البريطانية المشهد باعتباره "لحظة عابرة من التطهير النفسي".
ولفت موقع صحيفة "تايمز أف إسرائيل" بالإنكليزية، إلى أن عبارة انتقاد اليهودية الأميركية، لنتنياهو في المسلسل، احتوت على اتهامات ضمنية، حين صرخت في وجهه دون مواربة: "'هل تلمحون إلى أن اليهود في أميركا عليهم التزام ما لفعل شيء حيال ذلك؟ هل تريدون شيطنة ديانتي، أهذا ما تقصدونه؟! الأمر ليس اليهود ضد فلسطين، بل إسرائيل ضد فلسطين"، هكذا تصرخ قبل أن تغادر المكان غاضبة.
وأشار الموقع ذاته، إلى أن "حبكة غزة لا تشكل سوى جزء واحد من الحلقة التي تبلغ مدتها 22 دقيقة، والتي تتمحور في بقيتها حول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي جعل الشيطانة حاملاً منه، ومحاولاته التسبب في إجهاضها لتجنب أن يسرق الطفل الشيطاني الاهتمام منه، ويتأثر ترامب في ذلك بنائب الرئيس جي دي فانس، الذي يرى في وريث ترامب المحتمل تهديداً لمسيرته السياسية".
في الحلقة، يحاول ترامب استخدام أساليب مختلفة لقتل الجنين الشيطاني، لكنه يجد نفسه مراراً وتكراراً يؤذي رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية بريندان كار بدلاً من ذلك، عن طريق الصدفة، بحيث تهدد هذه الإصابات بجعل كار غير قادر على الكلام، أي "حريته في التعبير" بالمعنى الحرفي، في انتقاد لاذع للضغوط التي مارسها المسؤول في إدارة ترامب على شبكة "إيه بي سي" التلفزيونية لإيقاف برنامج المذيع جيمي كيميل.
0 تعليق