Published On 27/9/202527/9/2025
|آخر تحديث: 08:39 (توقيت مكة)آخر تحديث: 08:39 (توقيت مكة)
ألغت الحكومة الكينية مشروع طريق سريع بتمويل أميركي كان من المقرر أن يربط مومباسا بنيروبي، بعد مخاوف صينية من تأثيره على عائدات خط السكة الحديد القياسي (إس جي آر) المموّل من بكين.
وذكرت مجلة أفريكا ريبورت في تقرير لها أن هذه الخطوة تعكس عمق النفوذ الصيني في شرق أفريقيا، في وقت يواجه فيه الرئيس وليام روتو صعوبات في جذب التمويل الغربي لمشاريعه الكبرى.
مشروع "أوساهيهي إكسبريسواي"
وبحسب المجلة، بلغت الكلفة التقديرية للمشروع 468 مليار شلن (3.6 مليارات دولار)، وكان سيُنشأ بموازاة الطريق القديم بين مومباسا ونيروبي، وعلى خط مواز تقريبا للسكك الحديدية الصينية التي تتوقف في نيفاشا.
وكانت شركة إيفرسترونغ كابيتال الأميركية تعتزم تمويل الطريق عبر شراكة بين القطاعين العام والخاص، بمشاركة صناديق تقاعد محلية ومستثمرين عالميين ورجل الأعمال الكيني بيتر مونغا، مؤسس بنك "إيكويتي".
لكن المجلة أوضحت أن الشركة توقعت أن تشكل الشاحنات الثقيلة 75% من إيرادات الرسوم، وهو ما يعني سحب جزء كبير من حركة البضائع من خط السكة الحديد الصيني، الأمر الذي أثار تحفظات بكين.

ضغوط صينية وانسحاب شركاء
وتضيف أفريكا ريبورت أن المفاوضات الجارية مع الصين لتمديد خط السكة الحديد إلى كيسومو ومالابا جعلت الحفاظ على حركة البضائع عبر الخط القائم أولوية لبكين.
كما ساهمت شروط وصفتها المجلة بـ"المكلفة" من جانب المستثمر الأميركي، وانسحاب بعض الشركاء الأجانب -ومن بينهم شركة موتا إنجيل المرتبطة بمجموعة صينية كبرى- في تعميق الشكوك حول قدرة المشروع على الاستمرار.
كما نقل المصدر نفسه عن كيفا سيدا، المدير العام لوحدة الشراكة بين القطاعين في وزارة الخزانة، قوله إن "المشروع كان يهدد فعلا بتقليص استخدام السكة الحديد"، لكنه أضاف أن الإلغاء جاء "بعد انسحاب بعض الشركاء مما خلق حالة من عدم اليقين في التمويل".
اليد العليا لبكين
وبحسب أفريكا ريبورت، فإن إلغاء المشروع -الذي كان سيُعد أكبر استثمار أميركي في البنية التحتية بأفريقيا، يبرز تفوق الصين في سباق النفوذ الاقتصادي بالقارة.
إعلان
فبينما انسحبت شركات أميركية مثل "بيكتل" سابقا بسبب خلافات على التمويل، تواصل الشركات الصينية الفوز بعقود بمليارات الدولارات تشمل الطرق والسكك الحديدية والطاقة.
وتشير المجلة إلى أن شركة تشاينا إنرجي إنجنيرينغ غروب حصلت على عقد بقيمة 38 مليار شلن (294 مليون دولار) لإعادة تأهيل نهر نيروبي وبناء جسور ومرافق خدمية.

ويوضح التقرير أن الرئيس روتو يسعى إلى إنجاز مشاريع ضخمة مثل تمديد خط السكة الحديد، وطريق نيروبي/ناكورو/ماو، ومشروع سد "هاي غراند فولز" للطاقة الكهرومائية، لتكون إرثه السياسي مع اقتراب انتخابات 2027.
لكن ضيق الحيز المالي بسبب الديون السابقة، خصوصا قروض الصين في عهد الرئيس الأسبق أوهورو كينياتا، يقيّد قدرة نيروبي على تمويل مشاريع جديدة.
وتشير بيانات وزارة الخزانة -التي أوردتها المجلة- إلى أن خدمة الدين تلتهم أكثر من ثلث الإيرادات الضريبية.
تنافس إستراتيجي
وترى أفريكا ريبورت أن فشل المشروع الأميركي يعكس تراجع الحضور الغربي في أفريقيا، مقابل استمرار الصين في بناء شراكات إستراتيجية، وإن كانت أكثر حذرا من السابق عبر تفضيل الشراكات والتمويل المشترك بدلا من القروض السيادية الضخمة.
كما تضيف أن تمديد خط السكة الحديد إلى أوغندا والكونغو الديمقراطية سيحدد مستقبل المشروع برمته، في وقت تتجه فيه دول الجوار إلى بدائل مع شركات تركية وأوروبية.
0 تعليق