مملكة البحرين وحاضرة الفاتيكان.. شراكة إنسانية راسخة تعزز قيم التعايش والحوار بين الأديان - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

المنامة في 27 سبتمبر/ بنا /تمثل العلاقات بين مملكة البحرين وحاضرة الفاتيكان نموذجًا رائدًا في التعاون القائم على القيم والمبادئ الإنسانية النبيلة المشتركة، الرامية إلى تعزيز ثقافة التعايش والتسامح والحوار بين الأديان والثقافات، رسختها رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، في جعل مملكة البحرين منارة إقليمية وعالمية للسلام الإنساني والتفاهم الحضاري.

ومواصلةً لهذه العلاقات المتميزة، تأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله إلى الفاتيكان والالتقاء بقداسة البابا ليو الرابع عشر بابا الفاتيكان، لتضيف بعدًا جديدًا لهذه العلاقات المتميزة، وتواصل مسيرة التعاون من أجل خدمة المبادئ الراسخة لرسالة السلام والتعايش الإنساني الراقي الذي تدعو له كافة الأديان والثقافات.

وتحظى مملكة البحرين باحترام كبير من حاضرة الفاتيكان نظرًا لما اشتهرت به عبر تاريخها من احتضان واحترام لكافة الأديان والمعتقدات والثقافات، إلى جانب السمات والقواسم التي تتشاركها مع الفاتيكان نحو تحقيق الأهداف والغايات النبيلة لخدمة الإنسانية، والتي شكلت عاملًا جوهرياً في الارتقاء بهذه العلاقات ووصولها إلى مستويات متقدمة.

وقد جاءت الزيارة الملكية السامية لجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، إلى حاضرة الفاتيكان في نوفمبر 1999، وهو العام الأول من تولي جلالته مقاليد الحكم، حيث التقى جلالته بالبابا الراحل يوحنا بولس الثاني، لتجسد رؤية جلالته السامية في مد جسور التواصل والتعاون بين الشرق والغرب، كما جاءت زيارة جلالته حفظه الله ورعاه إلى حاضرة الفاتيكان في مايو 2014 بدعوة من قداسة البابا فرنسيس، لتؤكد على عمق العلاقات وتوسيع مجالات الحوار والتعاون.

وفي إطار الزيارات بين الجانبين، قام صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله في شهر فبراير من عام 2020 بزيارة إلى الفاتيكان، حيث التقى سموه بالراحل قداسة البابا فرنسيس، وعبر سموه خلالها عن تقدير مملكة البحرين للجهود التي يبذلها البابا في تعزيز التفاهم والتسامح ونشر القيم الإنسانية التي تلتقي حولها مختلف الأديان والحضارات.

كما قام نيافة الكاردينال بيترو بارولين، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان بزيارة إلى مملكة البحرين في 19 مايو 2014، ثم زيارة سعادة السفير المطران فرانسيسكو مونتيسيليو باديليا، سفير الكرسي الرسولي لدى الفاتيكان المعتمد لمملكة البحرين والمقيم في دولة الكويت مع الوفد المرافق له إلى مملكة البحرين، في ديسمبر 2016، لتؤكد جميعها على المستوى المتقدم للعلاقات التي تجمع البلدين، ومساعيهما الحميدة نحو إرساء القيم الإنسانية النبيلة لترسيخ السلام والتعايش والمحبة بين الشعوب من أجل نماء وازدهار حاضرها ومستقبلها.

وفي نوفمبر من عام 2022، وبدعوة كريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، قام  قداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان الراحل بزيارة تاريخية إلى مملكة البحرين، التقى خلالها بجلالة الملك المعظم أيده الله وشارك في "منتدى البحرين للحوار:  الشرق والغرب من أجل تعايش إنساني" إلى جانب فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وعدد من القادة الدينيين من مختلف دول العالم، في خطوة عززت مكانة البحرين كمركز عالمي للحوار والتقارب والتسامح.

وكانت هذه الزيارة موضع إجلال وتقدير من جلالة الملك المعظم كونها تلامس جوانب هامة من اهتمامات ومبادئ وقيم يؤمن بها جلالته، ويتبادلها معه البابا فرانسيس والتي تتمثل في السلام الإنساني والتعايش الحضاري، وقد عبر جلالته عن هذا الجانب في كلمته الترحيبية بقداسة البابا فرانسيس:  "إننا على ثقة بأن زيارتكم هذه، التي تعني لنا الكثير، لما لكم من مكانة رفيعة وتقدير عظيم في العالم أجمع ومساع مباركة ومقدرة تحظى بالقبول والرضا على الدوام، ستترك أثرًا معنويًا وروحيًا كبيرًا على نفوس محبيكم في منطقتنا الخليجية والعربية، فقداستكم تتمتعون بخصال شخصية كريمة وفريدة، وسمات قيادية رفيعة، وإيمان جلي، نشارككم إياه، بدور الحوار والتواصل بين أهل الأديان السماوية الذين تجمعهم رسالة التوحيد وإعلاء كلمة الحق والعزم على الإصلاح."

كما قام جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه بزيارة إلى الفاتيكان في أكتوبر 2023، تم خلالها استعراض جهود تعزيز السلام والتعايش الديني، ومواصلة المشاريع الثقافية المشتركة، ومن بينها التعاون بين مكتبة الملك حمد الرقمية ومكتبة الفاتيكان الرسولية.

وانطلاقًا من إرثها الحضاري والقيم الإنسانية النبيلة والقواسم، شاركت مملكة البحرين حاضرة الفاتيكان مراسم تنصيب قداسة البابا ليو الرابع عشر بوفد رسمي نيابةً عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، برئاسة سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة وزير ديوان رئيس مجلس الوزراء، وسط مشاركة عالمية رفيعة المستوى من الرؤساء والقادة وممثلي وفود نحو 200 دولة.

إن العلاقات بين مملكة البحرين وحاضرة الفاتيكان لا تقتصر على التمثيل الدبلوماسي واللقاءات الرسمية، بل تعبر عن نهج ثابت تتبناه مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه في جعل القيم الإنسانية أساسًا في علاقاتها الدولية، ومساهمة فعالة في الجهود العالمية الرامية إلى تحقيق السلام والأخوة الإنسانية ونشر ثقافة الحوار والتسامح بين البشر كافة.

ت.و, A.A

0 تعليق