الانتخابات البرلمانية بمولدوفا بين التوجه نحو الغرب والحنين إلى روسيا - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

موسكو- يتوجه الناخبون المولدوفيون إلى صناديق الاقتراع يوم 28 سبتمبر/أيلول الجاري لانتخاب برلمان جديد، في وقت يبدو فيه أنه من غير المرجح أن يحتفظ حزب العمل والتضامن الحاكم والمؤيد للاتحاد الأوروبي بأغلبيته المطلقة، حسب ما تشير إليه آخر استطلاعات الرأي بالبلاد.

ورغم كونها واحدة من أصغر وأفقر دول القارة، فإن مولدوفا تتمتع بأهمية جيوستراتيجية هائلة، إذ تقع بين أوكرانيا شمالا وشرقا، ورومانيا عبر حدودها الجنوبية.

وهي دولة غير ساحلية عازلة بين منطقة حرب روسيا مع كييف وعلى حدود الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو).

من هنا، تمتلك نتائج انتخاباتها تداعيات حاسمة على موسكو وبروكسل وكييف على حد سواء. ومن المقرر أن يشارك فيها 23 كيانا مسجلا، منها 15 حزبا، و4 كتل انتخابية، و4 مرشحين مستقلين.

FILE PHOTO: A man stands in front of a board with Moldovan political parties' campaign posters ahead of the upcoming parliamentary elections in Chisinau, Moldova, September 21, 2025. REUTERS/Vladislav Culiomza/File Photo
انتخابات مولدوفا تشهد مشاركة 23 كيانا مسجلا، منها 15 حزبا و4 كتل و4 مرشحين مستقلين (رويترز)

المتنافسون

وتضم قائمة أبرز القوى المتنافسة كلا من:

حزب العمل والتضامن (الحاكم): يتبنى موقفا مؤيدا لأوروبا، ويدعو إلى التكامل مع الاتحاد الأوروبي وتعزيز الليبرالية الاجتماعية والإصلاحات الهيكلية. تحالف الليبراليين والديمقراطيين من أجل أوروبا: يتبنى أيديولوجية ديمقراطية ليبرالية، ويدعم التكامل الأوروبي. الحزب الديمقراطي الاجتماعي الأوروبي: ينتهج سياسات تتماشى مع الديمقراطية الاجتماعية، ويدعو إلى إصلاحات مؤيدة لأوروبا. حركة احترام مولدوفا: تدعو إلى الحفاظ على التقاليد والدفاع عن سيادة الدولة. رابطة المدن والمجتمعات المحلية: تعطي الأولوية لقضايا الحكم المحلي واللامركزية. تحالف توحيد الرومانيين: يشجع على الوحدة مع رومانيا. حزب مولدوفا ماري: يرفع شعار "مولدوفا الكبرى" ويتبنى مواقف موالية لروسيا. حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي: ينتهج سياسات محافظة قائمة على القيم المسيحية وينتقد الحكومة الحالية بانتظام. الكتلة الانتخابية الوطنية: تضم أحزاب الاشتراكيين، والشيوعيين، و"قلب مولدوفا" و"مستقبل مولدوفا". وهي مؤيدة لروسيا وتدعو إلى تعاون أعمق معها. كتلة البديل: تتخذ موقفا وسطيا، حيث تؤيد القوى السياسية المنتقدة للحكومة الحالية. ومع ذلك، لا تلتزم بخطاب مؤيد لموسكو صراحة.

إعلان

ومن بين المرشحين المستقلين:

أندريه ناستاسي وهو شخصية سياسية معروفة شارك سابقا في مبادرات مؤيدة لأوروبا. أوليسيا ستاماتي شخصية عامة معروفة. فيكتوريا ساندوتا ناشطة سياسية. تاتيانا كريتو ناشطة في المجال القانوني.

يتألف برلمان الجمهورية من 101 عضو، يُنتخبون لمدة 4 سنوات بنظام التمثيل النسبي، مع عتبات انتخابية مختلفة تتوزع كالآتي:

5% للأحزاب السياسية. 7% للائتلافات الانتخابية. 2% للمرشحين المستقلين.

سباق محتدم

وتجري الانتخابات الحالية في وقت تتصادم فيه الرؤية الأوروبية للرئيسة الحالية مايا ساندو مع الأحلام ذات النكهة الشرقية والتوجه نحو روسيا لقوى المعارضة. ووفقا لأحدث استطلاعات الرأي العام، لا يزال السباق الانتخابي محتدما ومن غير الممكن توقع نتائجه، إذ لا تتمتع أي قوة سياسية بأغلبية مطلقة مضمونة.

ويتصدر حزب العمل والتضامن الاستطلاعات لكن نسبة تأييده تتراوح بين 35% و42%. ومن المرجح ألا تكون هذه النسبة كافية لتشكيل حكومة بمفرده كما كانت الحال بعد انتخابات 2021. أما حزب الكتلة الانتخابية الوطنية، فيحتل المركز الثاني بنسبة تأييد تتراوح بين 25% و30%.

حسب رأي الباحث في مركز الدراسات السياسية الأوروبية ألكسندر مارتنينوف، تواجه مولدوفا الآن الاختبار الأصعب لمستقبلها، سواء بالمضي قدما نحو عضوية الاتحاد الأوروبي أو بالعودة إلى الشراكة مع موسكو والاتحاد الاقتصادي الأوراسي كبديل سياسي واقتصادي.

ويضيف للجزيرة نت أن نتائج الانتخابات ستكون مصيرية بالنسبة إلى مستقبل تموضع كيشيناو في الصراع الدائر بين روسيا والغرب، لا سيما على ضوء تقارب النتائج التي يمكن أن تحصل عليها القوى المؤيدة للغرب والاتحاد الأوروبي من جهة، وتلك المؤيدة لإعادة علاقات التعاون مع موسكو من جهة ثانية.

ووفقا له، فإن حالة من عدم اليقين تخيم على المشهد السياسي بالنظر إلى أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن أكثر من ثلث الناخبين لا يزالون مترددين، مما يعني أن النتيجة النهائية ستتوقف على النتائج الرسمية التي ستصدرها اللجنة الانتخابية المركزية ليلة 28 سبتمبر/أيلول الجاري.

وأوضح الباحث مارتنينوف أنه إذا استمرت هذه الاتجاهات في استطلاعات الرأي، فقد يخسر الحزب الحاكم الأغلبية المطلقة في البرلمان اللازمة للحفاظ على حكومة حزب واحد. وفي هذه الحالة، سيحتاج إلى طلب الدعم من أحزاب أخرى أو الاعتماد على الدعم الخارجي لإقرار تشريعات رئيسية، مما يزيد من احتمالية الجمود السياسي.

صراع بالوكالة

من جانبه، يتوقع المحلل السياسي سيرغي بيرسانوف أن تؤدي نتائج الانتخابات إلى اضطرار رئيسة البلاد الحالية للموافقة على دخول وزراء تكنوقراط يدعمهم ائتلاف يساري موالٍ لروسيا، في عملية لن توقف بالضرورة انضمام مولدوفا للاتحاد الأوروبي، لكنها من المرجح أن تدفع نحو إعادة فتح الحوار مع الكرملين مع إبقاء محادثات عضوية الاتحاد قائمة.

إعلان

لكنه يحذر في الوقت ذاته من أن منع مشاركة مراقبي الانتخابات الروس يشير إلى "احتمال حصول عمليات تزوير لصالح حزب العمل والتضامن الحاكم، مما قد يقلب التوقعات كافة رأسا على عقب".

ويشير المحلل بيرسانوف إلى ما يصفها بـ"العقبات التي وضعتها السلطات أمام الناخبين في إقليم ترانسنيستريا، والتي تعترض حرية التعبير هناك، حيث لا يميل المواطنون إلى دعم الحكومة الحالية". ويتابع أنه "في حال صوّت الناخبون -رغم التزوير- بشكل مخالف لخطط الحكومة، فلا يمكن استبعاد إمكانية إلغاء النتائج، كما حدث في رومانيا عام 2024".

وخلص إلى اعتبار أن الانتخابات "حرب سياسية بالوكالة بين روسيا والغرب، تدار من خلال القوى المؤيدة لها، وبالتالي فإن نتائجها في كل الأحوال لن تنهي حالة الصراع السياسي القائمة، بل ستزيدها تعقيدا".

0 تعليق