Published On 27/9/202527/9/2025
|آخر تحديث: 14:41 (توقيت مكة)آخر تحديث: 14:41 (توقيت مكة)
دعا خبير عسكري إسرائيلي سابق الحكومة الإسرائيلية إلى تقديم اعتذار علني لدولة قطر بعد الهجوم الذي استهدف مقر إقامة الوفد التفاوضي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الدوحة، مؤكدا أن تجاهل هذا المسار سيضر بمصالح إسرائيل الإستراتيجية ويعرقل مفاوضات عودة المحتجزين في غزة.
وقال العقيد المتقاعد دورون هدار، وهو قائد سابق لوحدة إدارة الأزمات في جيش الاحتلال الإسرائيلي وخبير بهذا المجال، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن "قطر، سواء أحببنا ذلك أم لا، هي لاعب في المفاوضات حول الرهائن، سواء بسبب علاقاتها مع حماس أو بسبب علاقاتها مع الأميركيين".
وأضاف هدار أن إسرائيل مطالبة بأن "تضع هذه الأزمة وراءها عبر نشر بيان يأسف للأذى الذي لحق بقطر وليس حماس، حتى نتمكن من العودة إلى محادثات سريعة، لأن الأسرى لا يملكون وقتا هناك في الأنفاق".
وفشل الهجوم الذي شنته طائرات حربية إسرائيلية في 9 سبتمبر/أيلول الجاري في قتل أي من مسؤولي حماس، ولكنه أدى إلى استشهاد 5 من المرافقين والكوادر إضافة إلى عنصر من الأمن الداخلي القطري.
تجارب سابقة
ولإقناع الرأي العام الإسرائيلي بضرورة الاعتذار، ذكّر هدار بعدد من الحوادث التاريخية التي اضطرت فيها إسرائيل إلى تقديم اعتذارات رسمية رغم محاولاتها الأولى رفض ذلك.
ففي سبتمبر/أيلول 1997، حاول جهاز المخابرات الإسرائيلي (موساد) اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس آنذاك خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمّان باستخدام مادة سامة.
لكن العملية فشلت وألقي القبض على بعض المنفذين، بينما لجأ آخرون إلى السفارة الإسرائيلية. وأدى الحادث إلى أزمة دبلوماسية مع الأردن، انتهت بإجبار إسرائيل على "تسليم مصل مضاد للسم للسلطات الأردنية وإطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين مؤسس حماس نزولا عند شروط الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال الذي هدد بإلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل في حال استشهاد مشعل.
إعلان
كما أشار إلى أحداث سفينة "مافي مرمرة" في مايو/أيار 2010، حين هاجمت البحرية الإسرائيلية 6 سفن متجهة نحو غزة لكسر الحصار. وأسفر الاعتداء على ركاب السفينة التركية عن مقتل 9 من الناشطين الأتراك.
وقال هدار إن أنقرة "أعلنت حينها أن هذا قتل على يد دولة وطالبت باعتذار إسرائيلي، لكن تل أبيب رفضت الاعتذار، مما تسبب في أزمة سياسية واقتصادية خانقة مع تركيا استمرت سنوات، قبل أن تضطر إسرائيل عام 2013 -وتحت ضغط أميركي- إلى تقديم الاعتذار".
ولفت كذلك إلى حادثة وقعت في سبتمبر/أيلول 2018، حين أسقطت الدفاعات الجوية الإسرائيلية طائرة شحن روسية خلال غارة إسرائيلية على سوريا، مما أسفر عن مقتل 15 عسكريا روسيا.
ووفق هدار، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طالب باعتذار علني وهدد بتقييد حركة سلاح الجو الإسرائيلي. ورغم أن الجيش الإسرائيلي حاول تحميل المسؤولية لنظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وحزب الله وإيران، فإن بوتين لم يقبل، واضطر الجيش الإسرائيلي بعد أشهر إلى إرسال وفد رفيع برئاسة قائد هيئة الأركان الجنرال أهارون حليفا ليعتذر ويصوغ تفاهمات جديدة مع الروس".
الدور القطري
وأكد هدار أن إسرائيل تجد نفسها مرارا مضطرة إلى الاختيار بين التمسك بموقفها الأمني أو الاعتراف بالأخطاء التي تسببت في أزمات دبلوماسية. وقال إنه "غالبا ما يكون الاعتذار بين الدول مطلوبا نتيجة خطأ أو عمل تسبب في ضرر أو نتيجة غير مرغوبة. في الاعتذار يُطلب من الطرف المعتذر أن يتحمل المسؤولية الكاملة أو الجزئية عن نتائج الفعل، حتى لو احتفظ بحقه المشروع في الإجراء نفسه"، على حد زعمه.
ورغم تشديده على أن إسرائيل تتحرك "للقضاء على أعدائها الذين يحاولون إلحاق الأذى بها"، أقر هدار بأن "الأعمال التي تحرج أو تنتهك سيادة بلد آخر يجب أن تقترن بحملة دبلوماسية وسياسية من أجل تقليل الضرر الناجم عن طبيعة العملية".
وشدد على أن أي إصابة غير مقصودة لمواطني دول أخرى "تستوجب اعتذارا صادقا وحقيقيا"، مضيفا أن الدبلوماسية لا تقل أهمية عن العمليات العسكرية في حماية مصالح إسرائيل على المدى البعيد.
ويرى الخبير الإسرائيلي أن الأزمة الحالية مع قطر لا يمكن تجاوزها من دون خطوة واضحة. وقال إن "قطر تطالب باعتذار علني وتعلن أنها لن تساعد مرة أخرى في المفاوضات لإعادة الرهائن ما لم يتحقق ذلك"، معتبرا أن تجاهل هذا المطلب سيعني خسارة قناة حيوية للتأثير على حماس والتواصل مع الولايات المتحدة.
وختم هدار بالقول إن "المختطفين في غزة لا يملكون ترف الانتظار، وبالتالي فإن تقديم اعتذار لقطر مهما كان ثقيلا على النفس هو خطوة ضرورية لإعادة الزخم للمفاوضات".
0 تعليق