Published On 27/9/202527/9/2025
|آخر تحديث: 18:11 (توقيت مكة)آخر تحديث: 18:11 (توقيت مكة)
طشقند – احتضنت العاصمة الأوزبكية طشقند على مدى يومين المنتدى الدولي للخبراء بعنوان: "تراث الماضي العظيم هو أساس المستقبل المستنير" بقاعة مؤتمرات مركز الحضارة الإسلامية في طشقند، بمشاركة أعضاء مجلس الخبراء الدولي التابع للمركز.
ومثّل المنتدى فرصة لأكثر من 200 باحث وخبير من نحو 20 دولة للاطلاع على ما يحويه مركز الحضارة الإسلامية من معارض وأقسام، قبل افتتاحه رسميا في وقت لاحق من هذه السنة.
ملتقى حضارات
وتم البدء في تشييد المركز عقب خطاب الرئيس الأوزبكي، شوكت ميرزاييف، أمام الأمم المتحدة سنة 2017 ، والذي أعلن فيه مبادرته إنشاء مركز للحضارة الإسلامية "لنقل الجوهر الإنساني الحقيقي للإسلام إلى المجتمع الدولي".

وفي كلمته الترحيبية، سلط مدير المركز فرداف عبد الخليكوف، الضوء على جهود أوزبكستان للحفاظ على تراثها الثقافي والفكري الغني وتعزيزه كأساس للتنوير العالمي. وأكد أن دور أوزبكستان التاريخي كمفترق طرق للحضارات، من "ماوارنهار" إلى باكتريا، لا يزال يلهم التعاون الدولي في مجالات العلوم والثقافة والتعليم.
وأشار إلى أن المركز يتعاون مع الأكاديمية الإسلامية الدولية في أوزبكستان، ومراكز البحوث الدولية. كما تم إنشاء مدرسة للخط العربي ولجنة وطنية لاختيار القطع الأثرية القديمة لمقتنيات المركز. وتم إنشاء لجنة خاصة لتحديد ودراسة والحصول على "جواهر" التراث الثقافي المرتبطة بأوزبكستان الموجودة في الخارج.

مشاركة عربية
وفي تصريح للجزيرة نت أشاد شاكر العدواني، المدير العام للمؤتمرات برابطة العالم الإسلامي، بمبادرة إنشاء المركز باعتباره مركزا إسلاميا حضاريا سيكون له الأثر الكبير، خاصة بوجوده في جمهورية أوزبكستان التي نشأت فيها حضارة إسلامية كبيرة، وأنجبت علماء ورواة الحديث من أمثال الإمام البخاري والخوارزمي. وعبّر عن أمله في أن يتحول إلى مركز حضاري وتواصل عالمي يكون محل أنظار العالم كله.
إعلان
من جهته عبر الدكتور أحمد عبد الباسط، خبير المخطوطات بمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) عن إعجابه بالتنوع الثقافي والإرث المختلف للعصور الذي يحويه هذا المركز.

وقال في حديث للجزيرة نت إن مركز الحضارة الإسلامية هو هدية من الشعب الأوزبكي للشعوب الإسلامية، ولشعوب العالم كافة، بما يعكسه من حضارات كثيرة، "خاصة وأن أوزبكستان هي مهد للكثير من العلوم، وأخرجت لنا عددا كبيرا من العلماء الذين أثروا الإنسانية بمنجزاتهم العلمية".
وبخصوص تواصل المركز مع الخبرات في البلدان العربية، قال أوكتام عصمانوف، مدير الإعلام بالمركز، للجزيرة نت إن عددا من الخبراء في المركز زاروا عدة بلدان عربية مثل السعودية وقطر والكويت ومصر، وأبرموا اتفاقيات عمل معهم وأثمرت الحصول على عدد من المقتنيات للمتحف، وخاصة هدية من السعودية تمثلت في الكسوة الأصلية للكعبة الشريفة.

تعاون دولي
وعن مدى انفتاح أوزبكستان على الخبرات الأجنبية للتمكن من إنجاز كافة أقسام المركز وفق الرؤية التي حددها المسؤولون في البلاد، قال عصمانوف إنه منذ انطلاق أشغال التشييد قبل 8 سنوات تمت الاستعانة بخبراء محليين وأجانب في مختلف المجالات.
وأضاف أن وجود هذا العدد الكبير المشاركين في منتدى الخبراء هو دليل على انفتاح المسؤولين بالمركز للاستفادة من أفكارهم ونصائحهم ليكون المركز جاهزا للافتتاح الرسمي في القريب العاجل.

وبني المركز على مساحة 10 هكتارات، ويتكون من 3 طوابق، وتعكس هندسته المعمارية أسلوب المعالم الأثرية التي تعود إلى العصور الوسطى، مع 4 بوابات يبلغ ارتفاعها 34 مترا وقبة مركزية ترتفع 65 مترا. ويضم معارض عن حضارات ما قبل الإسلام، وعصر النهضة الشرقي الأول والثاني، وتوجه أوزبكستان الحديث نحو عصر النهضة الثالث. كما تهدف قاعة القرآن والمكتبة المبتكرة والتعاون الدولي إلى عرض إسهامات أوزبكستان في الحضارة العالمية مع إشراك الأجيال القادمة.
وقد تم تصميم المركز ليكون منصة لدراسة وإعادة تفسير إرث الأجيال السابقة بالتعاون مع الأكاديمية الإسلامية الدولية في أوزبكستان والمؤسسات التعليمية والبحثية في جميع أنحاء العالم.
0 تعليق