دراسة: قطاع الزراعة مصدر رئيسي لغازات الدفيئة يتم إغفاله - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

يُسهم قطاعا الغذاء والزراعة بثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، ويأتيان في المرتبة الثانية بعد حرق الوقود الأحفوري وقبل قطاع النقل، ومع ذلك فإن الغالبية العظمى من التغطية الإعلامية لأزمة المناخ تُغفل هذا القطاع الحيوي، وفقا لتحليل بيانات جديد.

وتشير نتائج التحليل -الذي أجرته شركة "سينتينت ميديا"- إلى أن حوالي ربع مقالات المناخ فقط في 11 وسيلة إعلامية أميركية رئيسية، بما في ذلك صحيفة غارديان، تذكر الغذاء والزراعة كسبب. ومن بين 940 مقالة خضعت للتحليل، لم تذكر سوى 36 مقالة (أي 3.8%) الزراعة الحيوانية أو إنتاج اللحوم، وهو المصدر الأكبر بلا منازع للانبعاثات المرتبطة بالغذاء.

اقرأ أيضا

list of 3 items end of list

وحللت شركة "سينتينت ميديا" ​​أحدث المقالات المنشورة على الإنترنت حول تغير المناخ من 11 وسيلة إعلامية أميركية رئيسية، واستُبعدت مقالات الرأي، والقصص المنشورة، والمقالات التي لم تذكر تغير المناخ إلا بشكل عابر، وكشفت البيانات عن بيئة إعلامية تُخفي عاملا رئيسيا في أزمة المناخ.

وقالت جيني سبليتر، رئيسة تحرير "سينتينت ميديا"، التي أسهمت في الإشراف على التقرير، إنها لاحظت هذا الإغفال منذ فترة طويلة بصفتها مراسلة تغطي تقاطع المناخ والغذاء. وأضافت: "اعتقدنا أن إحدى طرق بدء الحوار مع الصحفيين الآخرين وغرف الأخبار هي وضع بعض الأرقام للإجابة عن السؤال".

من جهته، قال مارك هيرتسغارد، المدير التنفيذي والمؤسس المشارك لمؤسسة " تغطية المناخ الآن"، إنه "مع تسارع أزمة المناخ، أصبح من غير المبرر بشكل متزايد ألا توضح التغطية الإخبارية لتغير المناخ أن هذه الأزمة ناجمة عن أنشطة بشرية محددة للغاية، في المقام الأول حرق الوقود الأحفوري. ويأتي في المرتبة الثانية الغذاء والزراعة والغابات".

ويشير هيرتسغارد إلى أن الغذاء والزراعة لطالما كانا "إهمالا فادحا" في دوائر المناخ. وأضاف أن قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ لم تُخصّص للزراعة حتى عام 2015، مما يعكس إهمالها في أوساط صانعي السياسات ومراكز الأبحاث والمنظمات غير الحكومية، أسهم في جهل وسائل الإعلام بهذا الموضوع.

إعلان

من جهته، قال دانوش دينيش، مؤسس مؤسسة "كليم إيت" (Clim-Eat) البحثية المتخصصة في أنظمة الغذاء، إن منظمات المناخ تتجنب أحيانا تناول هذا الموضوع بسبب الوضع الثقافي المحفوف بالمخاطر الذي قد يساعد في إبعاده عن دائرة الضوء الإعلامية.

وأضاف دينيش أن "لا أحد يرغب في أن يُملي على الناس ما يأكلونه، فهذا أمر حساس للغاية. حتى في مجال الدفاع عن المناخ، نرى أن الأمر مثير للجدل".

وفي عام 2019، عندما أظهر تقرير نشرته مجلة "لانسيت" كيف يُمكن للأنظمة الغذائية قليلة اللحوم أن تُغذي العالم دون التسبب في تدهور بيئي، ساعد تحالف مدعوم من قطاع صناعة لحوم البقر على تمويل بعض ردود الفعل السلبية ضدها.

وتتخذ مجموعات صناعة لحوم البقر نهجا فعالا في توجيه الرسائل، بما في ذلك إنشاء "مركز قيادة" يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع في دنفر، ويتولى مسح وسائل التواصل الاجتماعي بحثا عن القصص السلبية، ونشر رسائل مضادة.

ينتج الجهاز الهضمي للأبقار وغيرها من المجترات غاز الميثان الذي يتم إطلاقه في الغلاف الجوي من خلال التجشؤ (أسوشيتد برس)
تربية الماشية تساهم بنحو 3.8 غيغاطن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويا (أسوشيتد برس)

ضريبة النمط الاستهلاكي

وحسب تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، تنجم عن الثروة الحيوانية والنظم الزراعية والغذائية بشكل عام نحو 6.2 مليارات طن من انبعاثات مكافئات ثاني أكسيد الكربون في السنة، أي ما يعادل نسبة 12% تقريبا من مجمل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري البشرية المنشأ.

وتسهم تربية الماشية للحصول على اللحوم والحليب، بنحو 3.8 غيغاطن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويا، أو نحو نسبة 62% من إجمالي الانبعاثات الناشئة عن قطاع الثروة الحيوانية.

وتشير الدراسات إلى أن غاز الميثان يكون تأثيره على الاحتباس الحراري أعلى بنسبة تتراوح بين 28 و34 مرة من ثاني أكسيد الكربون على مدى 100 عام.

وتقدر منظمة الأغذية والزراعة أن عملية الهضم مسؤولة عن نحو 40% من الانبعاثات من الزراعة الحيوانية، ومع ذلك فإن مجموعة واسعة من الانبعاثات الأخرى مرتبطة بإنتاج الأعلاف ونقل الحيوانات وغيرها من الأنشطة.

وتؤدي تربية الحيوانات وإنشاء المزارع العلفية أيضا إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون من خلال إزالة الغابات لإنشاء مراع أو زراعة الأعلاف واستخدام الطاقة في عمليات التربية والنقل.

كما ينبعث أكسيد النيتروز من فضلات الماشية والأسمدة المستخدمة في زراعة الأعلاف، ويعد أكسيد النيتروز أقوى بـ270 مرة من ثاني أكسيد الكربون في تأثيره على الاحتباس الحراري.

كما يعد الميثان، وهو أكثر مادة مستنفدة للأوزون وينجم عن عملية الهضم، مسؤولا عن نحو 10% من الاحتباس الحراري العالمي الصافي منذ الثورة الصناعية، وفق بعض الدراسات.

كما أن إنتاج ومعالجة الأعلاف الحيوانية (المحاصيل العلفية مثل التبن والذرة والحبوب الأخرى) مسؤولان عن انبعاثات أكثر من الهضم، خصوصا من حرق الوقود الأحفوري لتشغيل المعدات الزراعية وتدفئة أو تبريد الحظائر والمرافق الأخرى وإنتاج الأسمدة وغيرها.

وعندما يزيل مربو الماشية أو منتجو لحوم البقر غابة لإنشاء أرض للرعي، يتم إطلاق كميات كبيرة من الكربون في الأشجار المقطوعة، إما بسرعة من خلال الحرق، أو ببطء أكبر من خلال التحلل.

إعلان

وحسب بيانات منظمة الفاو، يتوقع أن يزيد الطلب على الأغذية ذات المصدر الحيواني البري بنسبة 20% بحلول عام 2050، وهو ما قد يزيد وتيرة إزالة الغابات في بعض أجزاء العالم، لا سيما في غابات الأمازون المطيرة بأميركا الجنوبية، خصوصا في البرازيل.

ويؤدي الحجم الهائل لقطاع تربية المواشي والأنشطة المرتبطة به إلى جعله عاملا رئيسيا في ظاهرة الاحتباس الحراري ومساهما بقدر كبير في التغيرات المناخية التي تطرأ على العالم، وتكمن خطورة تأثيرات هذا القطاع في أنه يندرج ضمن المنظومة الاستهلاكية اليومية للبشر.

0 تعليق