Published On 30/9/202530/9/2025
|آخر تحديث: 18:46 (توقيت مكة)آخر تحديث: 18:46 (توقيت مكة)
في غياب تنظيم اتحادي أقوى، بدأت بعض الولايات الأمريكية تنظيم التطبيقات التي تقدم " علاجا "بالذكاء الاصطناعي، وذلك في ظل لجوء المزيد من الأشخاص للذكاء الاصطناعي للحصول على نصيحة بشأن الصحة العقلية.
ولكن جميع القوانين التي تم التصديق عليها هذا العام لا تشمل بصورة كاملة المشهد متسارع التغير لتطور برامج الذكاء الاصطناعي. ولكن مطوري التطبيقات وصانعي السياسات والمدافعين عن الصحة العقلية يقولون إن القوانين التي وضعتها الولايات ليست كافية لحماية المستخدمين أو محاسبة مبتكري التطبيقات على التكنولوجيا الضارة.
وتقول كارين اندريا ستيفان المديرة التنفيذية والمشاركة في تأسيس تطبيق " إير كيك" للدردشة بشأن الصحة العقلية " الحقيقة هي أن ملايين الأشخاص يستخدمون هذه الأدوات، ولن يتراجعوا عن ذلك".
وتتخذ قوانين الولايات توجهات مختلفة، حيث حظرت ولايتا إلينوي ونيفادا استخدام الذكاء الاصطناعي لعلاج أمراض الصحة العقلية، في حين وضعت ولاية يوتا قيودا معينة على روبوتات الدردشة التي تقدم العلاج، بما في ذلك مطالبتها بحماية " المعلومات الصحية للمستخدمين والاعلان بوضوح أن روبوت الدردشة ليس إنسانا. كما تدرس ولايات بنسلفانيا ونيوجيرسي وكاليفورنيا سبلا لتنظيم العلاج بالذكاء الاصطناعي.
ويتباين التأثير على المستخدمين. فقد حظرت بعض التطبيقات الولوج إليها في الولايات التي أقرت الحظر. ويقول آخرون إنهم لن يجروا أي تغيرات انتظارا لمزيد من الوضوح القانوني.
ولا تغطي الكثير من القوانين روبوتات الدردشة التوليدية مثل شات جي بي تي، التي لا يتم الترويج لها من أجل العلاج، ولكن يستخدمها عدد غير معلوم من الأشخاص لهذا الغرض. وقد تعرضت هذه الروبوتات لدعاوى قانونية في حوادث مروعة، فقد خلالها المستخدمون إدراكهم للواقع أو انتحروا بعد التواصل معها.
إعلان
وقالت فالي رايت، التي تشرف على الابتكار المتعلق بالرعاية الصحية بالجمعية الأمريكية لعلم النفس، إن هذه التطبيقات تملأ فراغا، مشيرة إلى النقص على الصعيد الوطني لمقدمي خدمات الصحة العقلية وارتفاع تكاليف الرعاية وعدم المساواة في الحصول على الرعاية بين المرضى الخاضعين للتأمين.
وأضافت أن روبوتات الدردشة التي تقدم نصائح بشأن الصحة العقلية وتستند إلى العلم، وتم إنشاؤها بمدخلات من خبراء ويشرف عليها البشر يمكن أن تغير الوضع.
وأوضحت" هذه الروبوتات يمكن أن تكون شيئا يساعد الأشخاص قبل أن يواجهوا أزمة"، مشيرة " هذا ليس ما هو موجود في السوق التجاري حاليا".
وأشارت إلى أنه لذلك هناك حاجة للتنظيم والإشراف الاتحادي.
وكانت لجنة التجارة الاتحادية قد أعلنت مطلع هذا الشهر أنها ستفتح تحقيقات مع سبع شركات لروبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي، بما فيها الشركات الأم لانستجرام وفيسبوك وجوجل وشات جي بي تي وجروك ( روبوت الدردشة في تطبيق اكس) وسناب شات- بشأن كيفية قيامها بـ " قياس واختبار ومراقبة التداعيات السلبية المحتملة لهذه التكنولوجيا على الأطفال والمراهقين". كما ستعقد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية اجتماعا للجنة استشارية في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل لمراجعة أجهزة الصحة العقلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
فرض قيود
وقالت رايت إن الوكالات الاتحادية تدرس فرض قيود على كيفية تسويق روبوتات الدردشة والحد من الممارسات الإدمانية ومطالبتها بالكشف للمستخدمين أنها لا تقدم النصيحة الطبية، كما ستطالب الشركات بتعقب الأفكار الانتحارية والإبلاغ عنها وتقديم الحماية القانونية للأشخاص الذين يبلغون عن الممارسات السيئة من جانب الشركات.
من " تطبيقات الرفيق" إلى المعالجين المدعومين بالذكاء الاصطناعي" إلى تطبيقات" الصحة العقلية، يتباين استخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، كما أنه يصعب تحديده، ناهيك عن كتابة قوانين بشأنه.
وهذا يؤدي لاختلاف التوجهات التنظيمية. فبعض الولايات، على سبيل المثال، تستهدف تطبيقات الرفيق المصممة من أجل الصداقة فقط، ولكنها لا تتطرق لرعاية الصحة العقلية. وحظرت القوانين في إلينوي ونيفادا المنتجات التي تزعم تقديم علاج للصحة العقلية بشكل قاطع، وتهدد بفرض غرامات تصل إلى 10 آلاف دولار في إلينوي و 15 ألف في نيفادا.
وقالت ستيفان المشاركة في تأسيس روبوت الدردشة " إير كيك" إنه مازال هناك الكثير من الغموض بشأن قانون إلينوي، على سبيل المثال، كما لم يتم حظر الشركة من الوصول إلى هناك.
وكانت ستيفان وفريقها قد امتنعوا في البداية عن توصيف روبوت الدردشة ، الذي يبدو مثل رسوم كارتوني لباندا، بالمعالج. ولكن عندما بدأ المستخدمون في استخدام الكلمة في التقييمات، تبنوا المصطلح لكي يظهرالتطبيق في نتائج البحث.
وتراجعت الشركة الأسبوع الماضي عن استخدام المصطلحات الخاصة بالعلاج والطب مجددا. ووصف موقع " إير كيك" روبوت الدردشة الخاصة به بـ " مستشار الذكاء الاصطناعي المتعاطف الخاص بك" المخصص لدعم رحلة صحتك العقلية،
ولكن الآن يطلق عليه " روبوت الرعاية الذاتية".
إعلان
وأكدت ستيفان أن الروبوت لا " يقوم بالتشخيص".
وأوضحت ستيفان أنها سعيدة أن الأفراد يتعاملون مع الذكاء الاصطناعي بعين ناقدة، ولكنها قلقة بشأن قدرة الولايات على مواكبة الابتكار.
وقالت" السرعة التي يتطور بها كل شيء هائلة".
ولكن هناك شركة روبوتات دردشة تحاول أن تحاكي العلاج بصورة كاملة.
ففي مارس/آذار الماضي، نشر فريق بجامعة دارتموث أول تجربة سريرية عشوائية لروبوت مزود بالذكاء الاصطناعي التوليدي لعلاج مشاكل الصحة العقلية.
والهدف كان إنشاء روبوت دردشة يطلق عليه " ثيرابوت" لعلاج الأشخاص الذين يعانون من القلق والاكتئاب أو اضطرابات الطعام.
وخلصت الدراسة إلى أن المستخدمين صنفوا التطبيق على أنه مماثل للمعالج، وأن الأعراض لديهم تراجعت بصورة كبيرة بعد ثمانية أسابيع مقارنة بالأشخاص الذين لم يستخدمونه. ويقوم شخص بمراقبة كل تواصل مع الروبوت، ويتدخل في حال كان رد الروبوت مؤذيا أو غير مدعوم بالدليل.
وقال نيكولاس جاكوبسون، عالم النفس السريري الذي يقود معمله البحث، إن النتائج مبشرة ولكن هناك حاجة لإجراء دراسات أكبر لإظهار ما إذا كان يمكن للروبوت العمل مع أعداد كبيرة من الأشخاص.
0 تعليق