مصر – وجه الكاتب المصري محمد مندور مدير تحرير موقع صدى البلد أسئلة افتراضية للرئيس بوتين، متخيلا إجراء حوار صحفي معه على عتبة القمة الروسية العربية المرتقبة في موسكو منصف أكتوبر.
وطرح الكاتب المصري أسئلة جوهرية حول طموحاته الجيوسياسية، وسعي روسيا لبناء عالم متعدد الأقطاب، وعلاقاتها الاستراتيجية مع مصر والشرق الأوسط وأفريقيا.

وتناول مندور في المقال قضايا الحرب في أوكرانيا، الصمود الاقتصادي الروسي أمام العقوبات الغربية، والدور الروسي في القضايا العربية، مختتمًا بسؤال إنساني عميق: “ما الذي تخشاه في قرارة نفسك؟”، مشيرًا إلى أن بوتين يبقى “ظاهرة سياسية” لا يمكن تجاهلها في المعادلة الدولية.
وأشار إلى أنه من الصعب أن تكتب عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دون أن تستحضر صورة ذلك الرجل الحديدي الذي خرج من عباءة واحدة من أعتى أجهزة المخابرات في التاريخ — جهاز الكي جي بي السوفيتي، ثم جهاز الأمن الفيدرالي الروسي — ليصبح صانع القرار الأول في الكرملين، ووجه روسيا المُطلّ على العالم.
وتابع: “لأكثر من عقدين متتالين، ظل بوتين يُشكّل حالة سياسية فريدة، لا تُختزل في كونه رئيس دولة، بل تمثّل طموح أمة عظمى تسعى لاستعادة مكانتها في عالمٍ تهيمن عليه قوى كبرى تتصارع على النفوذ والموارد. كلما تأملتُ، كصحفي وباحث، تجربته وسياساته الداخلية والخارجية، يخطر في بالي سؤال جوهري: هل يسعى بوتين حقًّا إلى إحياء مجد الاتحاد السوفيتي بثوبٍ جديد؟ أم أنه يهدف فقط إلى جعل روسيا لاعبًا عالميًّا لا يُستهان به، يعمل وفق مبدأ “الندّية” مع القوى الكبرى؟”.
وأكد أنه لو أتيح لي إجراء حوار صحفي مع الرئيس بوتين، لكنت بدأت به هذا السؤال تحديدًا. فهو لا يعبّر فقط عن حجم القلق الغربي من رجلٍ حوّل روسيا من دولة منهارة في التسعينيات إلى قوة لا يمكن تجاهلها، بل يعكس أيضًا حجم الإعجاب الذي يحظى به لدى فئات واسعة في روسيا والعالم، ولا سيما في مصر — بل أنا شخصيًّا واحدٌ من هؤلاء المعجبين بحنكته وثباته.
المصدر: RT
0 تعليق