Published On 1/10/20251/10/2025
|آخر تحديث: 17:19 (توقيت مكة)آخر تحديث: 17:19 (توقيت مكة)
أدانت مقالات رأي نشرتها صحف بريطانية اليوم خطة السلام الأميركية الإسرائيلية لحرب غزة، ووصف الكتّاب الخطة بأنها "خدعة استعمارية" في جوهرها ولا تعد إلا استمرارا لمعاناة الفلسطينيين تحت غطاء جديد.
وقال محرر الشؤون العالمية في صحيفة إندبندنت البريطانية سام كيلي، إن خطة دونالد ترامب للسلام في غزة تبدو للوهلة الأولى اختراقا لأنها تمهد لقيام دولة فلسطينية، ولكنه أكد أنها "خدعة استعمارية محكمة" تهدف لإدامة الهيمنة الإسرائيلية على الفلسطينيين.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listويكمن "الفخ" -وفق تعبيره- في أن الخطة تلزم إسرائيل بالإقرار بحق الفلسطينيين في تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية، وهو أمر من المستحيل أن توافق عليه الحكومة الإسرائيلية.
استعمار الملك والحاكم
والحقيقة "المرة" هي أن غزة ستظل مستعمرة -وفقا لبنود "الخطة الماكرة"- ولكن تحت قيادة "الملك" ترامب و"الحاكم الجديد" ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، الذي لا يزال الشرق الأوسط "يشتمه" لما فعله بالعراق، حسب الكاتب.
وأكد أن الملك والحاكم سيتوليان إدارة غزة إلى أجل غير مسمى، أو إلى أن تثبت السلطة الفلسطينية -"التي تدير بعض المناطق التي لا تهم إسرائيل في الضفة الغربية" على حد تعبير المقال- جدارتها بتولي الحكم.
" frameborder="0">
ويرى الكاتب أن السلطة "تعمل مع محتليها لضبط المقاومة المسلحة للفلسطينيين"، وهو ما يضعف ثقة الشعب بها، خاصة وأنها رحبت بمقترح ترامب الاستعماري.
أما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -يتابع الكاتب- فهدفها تدمير الدولة اليهودية، ومشروعها ديني وسياسي، وحتى "إذا هُزمت الحركة عسكريا على المدى القصير، فقد تغلغلت أفكارها في تربة غزة، و سقتها دماء الأبرياء الذين قتلتهم إسرائيل، وبالتالي من المؤكد أن المقاومة ستعود مجددا".
ولفت كيلي في هذا الصدد إلى الضفة الغربية، حيث قمعت دبابات إسرائيل المقاومة خلال الانتفاضة الثانية وحبست الفلسطينيين خلف "جدار أمني"، واعتقد معظم الناس في الضفة أن محاربة إسرائيل ميؤوس منها، ولكن ها هو الجيل الحالي يحمل راية النضال مرة أخرى.
خطة واهية
وخلص كيلي إلى أن أي أمل بالسلام على المدى الطويل مرهون بمنح الفلسطينيين وعدا حقيقيا بدولة مستقلة.
إعلان
وحذر من أن نشر قوات عربية أو دولية في غزة وفق خطة ترامب "جنون محض سيدفع بالقوات إلى مواجهة مباشرة مع شعب يرى في الخطة استعمارا جديدا قد يفضي إلى نفس الكابوس الأخلاقي الذي تشهده غزة الآن".
أما باتريك كوكبيرن، مراسل موقع صحيفة آي بيبر البريطانية، فكتب في مقاله أن الترحيب الدولي بالخطة يعكس "الرعب الدولي" من الإبادة الجماعية في غزة، ولكنه يرى أن التفاؤل "مجرد وهم"، لأن الخطة "ليست سوى هيكل هش" لواقع لا يمكن أن يتحقق.
" frameborder="0">
فإطلاق سراح الأسرى -حسب ما نقله المقال عن بنود الخطة- لا يضمن وقف الحرب بل يعد مكسبا حاسما سياسيا لنتنياهو، الذي من المرجح أن يصور الأمر على أنه دليل على انتصار سياساته وجيشه في حرب غزة وفي الصراعات الإقليمية التي نشأت عنها.
ومن المحتمل -حسب الكاتب- أن يطالب الفلسطينيون بضمانات تحول دون عودة نتنياهو للحرب فور إتمام صفقة الأسرى، كي لا يجد -كما اعتاد في السابق- ذريعة واهية لإنهاء وقف إطلاق النار واستئناف الحرب.
وأكد كوكبيرن أن نتنياهو غالبا ما "ينتقي ما يناسبه" من الاتفاقات، وبالتالي من غير المرجح أن تتحقق جميع بنود الخطة -التي صاغها المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر– خاصة وأن غموضها يترك لنتنياهو مجالا كبيرا للمناورة إذا أراد التهرب من الاتفاق.
تحكيم بلير "جريمة"
وأكد كوكبيرن أن تعيين بلير ضمن "مجلس السلام" المزمع لحكم القطاع أمر يثير السخرية، قائلا إن حماس رئيس الوزراء البريطاني الأسبق المتجدد في الشرق الأوسط يتجاهل "إرث الدمار الذي تركه في العراق وأفغانستان".
وبدوره انتقد جوش بول -في مقال نشرته صحيفة غارديان البريطانية- بشدة خطة كوشنر وبلير، واصفا إياها بأنها "جريمة أخلاقية وكارثة سياسية"، وذكّر بتجربة بلير في العراق، حين فرضت واشنطن حكما أجنبيا "ليس له شرعية" بعواقب كارثية، محذرا من أن الأمر ذاته يتكرر في غزة.
"لا يمكنك بناء ريفييرا على عظام الموتى، ولا إقامة دولة محتلة على طموحات الأحياء"
ومن الجدير بالذكر أن الكاتب كان مستشارا للأمن القومي في سلطة التحالف المؤقتة في العراق، ثم عمل مستشارا لحوكمة القطاع الأمني لدى وكالة التنسيق الأمني الأميركي لإسرائيل والأراضي الفلسطينية، وهو اليوم يرأس منظمة حقوقية في واشنطن.
ويرى بول أن "الملكية الشعبية حق أساسي"، وأن أي حكم مفروض من الخارج "زرع استعماري مرفوض"، يقود دوما إلى دوامة عنف. واعتبر أن بلير سيكرر فشله في العراق عبر "زرع حكومة غريبة عن نسيج غزة ومصيرها".

واستشهد الكاتب بتجربته الخاصة، مشيرا إلى أنه كان مكلفا بكتابة سياسة جديدة للشرطة العراقية بشأن الضابطات الحوامل أثناء عمله في العراق.
وقال "لكي أكون واضحا، كان عمري 26 عاما ولم أكن أعرف شيئا عن الشرطة، ولا عن الحمل، ولا عن العراق، لكنني كنت جزءا من سلطة التحالف المؤقتة -الحكومة الأمريكية التي فُرضت بعد الحرب- وقيل لي إن هذه السياسة هي ما يحتاجه العراق".
إعلان
وأكد أن كوشنر وترامب ينظران إلى غزة كـ"أرض ساحلية مربحة"، حيث ينظران إلى المأساة الإنسانية على أنها فرصة استثمارية، وقال "لا يرون شعبا له ثقافة وتاريخ، بل مجرد مواقف للسيارات على شاطئ البحر".
وخلص بول إلى أنه "لا يمكنك بناء ريفييرا على عظام الموتى، ولا إقامة دولة محتلة على طموحات الأحياء"، مؤكدا أن ما يحتاجه الفلسطينيون هو إعادة إعمار بأيديهم وانتخابات حرة، لا مشروع "تجديد استعماري" يطمس أصواتهم وحقوقهم.
0 تعليق