غريتا تونبرغ تواجه الاحتلال الإسرائيلي مرتين وتواصل نضالها من أجل غزة - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
مشاركتها في الحملات الإنسانية حول العالم تُظهر أن التضامن مع الشعوب المحاصرة والمضطهدة

في خطوة أثارت اهتمام الإعلام العالمي ومتابعة ملايين الأشخاص حول العالم، تعرضت الناشطة السويدية الشابة غريتا تونبرغ للاعتقال مرتين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء مشاركتها في أسطول الصمود العالمي، الذي يهدف إلى كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحصار.

مناضلة البيئة تتحوّل إلى مدافعة عن حقوق الإنسان



غريتا تونبرغ، البالغة من العمر 22 عامًا، اشتهرت عالميًا منذ عام 2018 بحملتها المناهضة للتغير المناخي وإضرابها المدرسي الأسبوعي، الذي ألهم ملايين الشباب حول العالم للمطالبة بالتحرك الفوري لمواجهة أزمة المناخ.

ومع مرور السنوات، توسع نشاطها ليشمل الدفاع عن حقوق الإنسان والقضايا الإنسانية العالمية، معتبرة أن العدالة الاجتماعية والبيئية متشابكة ارتباطًا وثيقًا، وأن التضامن مع الشعوب المضطهدة جزء لا يتجزأ من مسؤولية كل ناشط بيئي أو إنساني.

الأسطول الأخير: "أسطول الصمود العالمي"

في أكتوبر 2025، شاركت غريتا في أسطول الصمود العالمي، الذي ضم أكثر من خمسين سفينة محمّلة بالمساعدات الإنسانية، بما في ذلك المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.

على متن الأسطول كان هناك نحو 500 ناشط من مختلف أنحاء العالم، ممن قرروا تحدي الحصار الإسرائيلي على غزة، والمطالبة بحق المدنيين الفلسطينيين في الحياة الكريمة والوصول الآمن للمساعدات الإنسانية.

الاعتراض الأول: يونيو 2025

خلال رحلتها الأولى مع الأسطول في يونيو 2025، تم اعتراض سفينة "مادلين" على بعد حوالي 70 ميلًا بحريًا من غزة، حيث اقتحمتها القوات الإسرائيلية وأجبرت الناشطين على النزول، قبل أن يتم احتجازهم لفترة قصيرة في ميناء أشدود ثم ترحيلهم إلى بلدانهم. هذا الاعتراض أثار انتقادات واسعة على المستوى الدولي، معتبرين أن تصرفات الاحتلال تمثل انتهاكًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان.

الاعتراض الثاني: أكتوبر 2025

في 1 أكتوبر 2025، تعرضت سفينة "ألما" للاعتراض مرة أخرى من قبل البحرية الإسرائيلية أثناء محاولتها الوصول إلى غزة.

أظهرت مقاطع الفيديو التي نشرتها وزارة الخارجية الإسرائيلية غريتا محاطة بالجنود الإسرائيليين، مؤكدة أنها بصحة جيدة، بينما تم نقلها مع باقي الناشطين إلى ميناء أشدود قبل ترحيلهم.

ردود الفعل الدولية

أثارت هذه الاعتقالات موجة إدانات واسعة من منظمات حقوق الإنسان حول العالم، معتبرة أن ما حدث يمثل مساسًا بحقوق الإنسان الأساسية وانتهاكًا للقوانين الدولية.

ودعت دول مثل تركيا والبرازيل وماليزيا وكولومبيا إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين، معتبرة أن هذه الإجراءات تمثل تهديدًا للسلام الدولي وتحديًا للقيم الإنسانية العالمية.

صوت غريتا بعد الاعتقال

بعد ترحيلها إلى فرنسا، صرحت غريتا تونبرغ بأنها لن تتوقف عن الدفاع عن حقوق الإنسان، مؤكدة أن العالم بحاجة إلى المزيد من الشابات الغاضبات والشباب الواعيين الذين يرفضون الصمت أمام المظالم والانتهاكات.

وأكدت أن التضامن مع الشعوب المظلومة ليس مجرد خيار أخلاقي، بل واجب إنساني عالمي يجب أن يسعى الجميع لتحقيقه.

رسالة أخيرة: البيئة والإنسانية وجهان لعملة واحدة

تؤكد غريتا من خلال مشاركتها في أسطول الصمود أن النضال من أجل حقوق الإنسان لا يقل أهمية عن قضايا البيئة، وأن حماية الكوكب لا تكتمل إلا بالعدالة الإنسانية والمساواة.

مشاركتها في الحملات الإنسانية حول العالم تُظهر أن التضامن مع الشعوب المحاصرة والمضطهدة جزء أساسي من رؤية أوسع لعالم أفضل وأكثر عدالة.

0 تعليق