في خطوة تعكس عمق العلاقات السياسية والدبلوماسية بين المملكتين الأردنية الهاشمية والمغربية، بحث وزير العمل الأردني خالد البكار في الرباط آليات تفعيل شراكة استراتيجية في مجال التدريب المهني.
الزيارة، التي تأتي لتفعيل منحة ملكية مغربية لإنشاء معهد متخصص في الأردن، تؤشر على مرحلة جديدة من التعاون تضع التنمية البشرية ومعالجة تحديات البطالة في صلب الأجندة السياسية المشتركة للبلدين.
العلاقات التاريخية
تستند العلاقات الأردنية المغربية إلى روابط تاريخية متينة وعلاقة أخوية راسخة بين جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملك محمد السادس.
هذا التقارب على مستوى القيادة لطالما تُرجم إلى تنسيق سياسي ودعم متبادل في المحافل الإقليمية والدولية. وتأتي هذه الزيارة كترجمة عملية لهذه العلاقات، حيث تنتقل من إطار التنسيق السياسي إلى الشراكة التنموية العميقة لمواجهة تحديات اقتصادية واجتماعية مشتركة.
مباحثات موسعة
خلال زيارته إلى مدينة المهن والكفاءات في مدينة تمسنا المغربية، عقد وزير العمل الدكتور خالد البكار، بحضور السفيرة الأردنية جمانة غنيمات ومدير عام مؤسسة التدريب المهني الدكتور أحمد غرايبة، مباحثات موسعة مع لبنى اطريشا، المدير العام لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل المغربي.
واتفق الجانبان على تفعيل التعاون عبر تبادل الخبراء والزيارات والتوأمة بين المؤسسات المعنية في البلدين. وأشاد الوزير البكار بالتجربة المغربية واصفاً إياها بـ"الغنية جداً"، وأعرب عن تقدير الأردن للمنحة الملكية المغربية لإنشاء معهد تدريب مهني أردني مغربي، معتبراً إياها "دليلاً على عمق العلاقات الأخوية التاريخية".
أبعاداً سياسية ودبلوماسية
يحمل هذا التقارب أبعاداً سياسية ودبلوماسية تتجاوز الجانب الفني للتدريب المهني:
تتجاز التنسيق السياسي التقليدي
تؤكد هذه الشراكة أن العلاقات الأردنية المغربية تتجاز التنسيق السياسي التقليدي لتشمل تعاوناً تنموياً عميقاً يهدف إلى بناء قدرات الشباب ومواجهة التحديات الاقتصادية. ويُنظر إلى هذا النموذج من التعاون كركيزة أساسية لتعزيز الاستقرار والتنمية في العالم العربي، حيث يتم تبادل حلول عملية لمشاكل مزمنة انطلاقاً من إرادة سياسية مشتركة على أعلى المستويات، وبما يخدم المصالح الاستراتيجية لكلا البلدين الشقيقين.
0 تعليق