Published On 4/10/20254/10/2025
|آخر تحديث: 12:32 (توقيت مكة)آخر تحديث: 12:32 (توقيت مكة)
نشر موقع "972" الإسرائيلي، تحليلا سياسيا لخطة السلام التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومما خلص إليه بأن الخطة ليست انتصارا لإسرائيل وخصوصا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وشركائه في الحكم.
ورأى كاتب التحليل ميرون رابوبورت، أن الخطة كشفت، رغم ما تحمله من تناقضات وغموض، عن تغير جذري في موازين القوى، وعن نهاية مرحلة سياسية طويلة تبناها اليمين الإسرائيلي، كانت ترى في الحرب فرصة تاريخية لطرد سكان غزة، سواء بالتهجير القسري أو الطوعي، بل وربما القضاء على القضية الفلسطينية برمتها.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listوتعد الخطة، في حال تنفيذها بحذافيرها -كما يقول الكاتب- بتحقيق جملة من الأهداف الإنسانية والسياسية العاجلة، كوقف الإبادة الجماعية والتدمير الشامل في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية بكثافة، وإطلاق سراح الأسرى من الجانبين، ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية.

نهاية أوهام التهجير الجماعي
ومع أن الحكومة الإسرائيلية كانت ترى في الحرب فرصة لطرد سكان غزة، فإن الخطة الأميركية الجديدة تغلق الباب نهائيا أمام هذا التوجه، إذ إن أحد بنودها ينص صراحة على أنه "لن يجبر أحد على مغادرة غزة، ومن يغادر يمكنه العودة بحرية"، مما يعد تراجعا جذريا عن مخططات التطهير العرقي التي سعت إليها حكومة نتنياهو.
ويؤكد نص الخطة أيضا -حسب الكاتب- أن إسرائيل لن تضم غزة ولن تحتلها مستقبلا، وستنسحب تدريجيا منها، وإن لم تحدد جدولا زمنيا واضحا لذلك، كما ألمح ترامب إلى أن ضم الضفة الغربية، وهو حلم آخر لليمين، أصبح موقوفا إلى أجل غير مسمى، مما يعني أن "قائمة أمنيات" الحكومة الإسرائيلية بدأت تتهاوى.
وأشار الكاتب إلى أن أحد التغيرات المهمة في الخطة هو إدخال قوة استقرار دولية تضم جنودا من دول مثل باكستان وإندونيسيا وربما مصر، بالتعاون مع شرطة فلسطينية محلية، وبالتالي فإن وجود قوة من دول إسلامية بعضها نووي على الأرض، يجعل من الصعب على إسرائيل شن غارات أو تنفيذ اجتياحات كما كانت تفعل في السابق.
إعلان
إضافة إلى ذلك ستدار غزة مؤقتا -وفق الكاتب- من خلال "مجلس سلام" بقيادة ترامب ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، وبمشاركة فلسطينية وعربية واضحة.
ولأول مرة منذ قرابة 20 عاما، تتضمن خطة دولية بندا صريحا لإنهاء الحصار على غزة، وذلك أن دخول المساعدات سيتم دون تدخل إسرائيلي، وإدارة المساعدات ستتم من قبل الأمم المتحدة والهلال الأحمر، كما أن حرية التنقل مضمونة لسكان القطاع، وبذلك، تلغى آلية "مؤسسة غزة الإنسانية" التي وصفت بالكارثية، ويفتح المجال لحياة مدنية طبيعية نسبيا.
غموض بشأن الدولة الفلسطينية
وقد أشارت الخطة بعبارات مبهمة إلى "إمكانية فتح طريق جاد نحو تقرير المصير والدولة الفلسطينية"، شرط تنفيذ السلطة الفلسطينية "برنامج إصلاح"، لكن هذا البرنامج المستند إلى "صفقة القرن" ومبادرات دولية، يحتوي شروطا غامضة، كتعديل المناهج ووقف دعم عائلات الأسرى وتنظيم انتخابات.
وأشار الكاتب إلى أن هناك مخاوف من أن تستخدم هذه الشروط لتأجيل الدولة الفلسطينية إلى ما لا نهاية، خاصة إن كان تقييم مدى التزام السلطة يترك لإسرائيل، أما إذا كانت الكلمة الفصل بيد "مجلس السلام" والقوة الدولية، فقد تجد إسرائيل نفسها ملتزمة فعليا بمسار نحو الدولة.
وأضاف التحليل أن هذه الخطة قد تكون بداية تحول إقليمي ودولي من تجاوز الفلسطينيين إلى الاعتراف بهم، ونهاية لسياسة "تجاوز الفلسطينيين" التي مارستها إسرائيل بدعم غربي، يتمثل في تحسين العلاقات مع العرب دون حل القضية الفلسطينية، وذلك ما لم يعد ممكنا، حسب الكاتب.
ونسب الكاتب هذا التغير إلى أن العالم العربي بما فيه الخليج، غير موقفه بعد قصف إسرائيل لقطر، وباتت الدول العربية ترى في إسرائيل تهديدا للاستقرار، لا شريكا إستراتيجيا، ولم يعد الدعم العربي مجرد تضامن، بل أصبح ضرورة سياسية داخلية، كما أن الدعم العالمي لفلسطين تصاعد سياسيا وشعبيا، كما أظهرت الاحتجاجات المناصرة لأسطول "الصمود".
إسرائيل وخصوصا اليمين المتطرف، تعيش لحظة تحوّل يرون فيها مشروعهم القائم على الطرد والقمع والتوسع ينهار أمام المتغيرات الدولية والرفض الإقليمي، وصمود الفلسطينيين، والضغط الشعبي حول العالم
نتنياهو في مأزق ومشروع اليمين ينهار
ومع ذلك يحاول نتنياهو -كما يرى الكاتب- تسويق الخطة على أنها عودة إلى إدارة الصراع، لكنه يدرك أن المعادلة تغيرت، إذ لم يعد بإمكانه الاستمرار في قصف غزة دون عواقب دولية، ولم يعد بإمكانه تجاهل المطالب بإقامة دولة فلسطينية.
إضافة إلى ذلك، يرى الكاتب أن مشروع التهجير القسري فشل، كما فشل مشروع السيطرة الكاملة على غزة والضفة، حتى إن مؤيدي نتنياهو في اليمين بدؤوا يشعرون أن هذه المرحلة وصلت إلى طريق مسدود.
وخلص المقال إلى أن إسرائيل وخصوصا اليمين المتطرف، يعيشون لحظة تحول يرون فيها مشروعهم القائم على الطرد والقمع والتوسع، ينهار أمام المتغيرات الدولية والرفض الإقليمي، وصمود الفلسطينيين، والضغط الشعبي حول العالم.
وختم الكاتب بأن هذه الخطة ربما تكون بداية مرحلة جديدة، وقد تحدث أزمة داخلية في إسرائيل تشبه تلك التي نشأت بعد "فك الارتباط" عن غزة عام 2005، مستنتجا أن ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ليس كما بعده، لأن الواقع تغير، والمشروع الإسرائيلي كما عرفناه لعقود، وصل إلى نهايته.
0 تعليق