في الموسم الماضي، برز عبد الكريم كأحد أهم الأوراق الرابحة في فريق الزوراء، حيث أظهر قدرة فائقة على التحكم في وسط الملعب وقيادة الفريق بأسلوب هادئ وفعّال. ومع ذلك، تعرض لإصابة قوية أدت إلى إجراء عملية جراحية، ما أبعده عن الملاعب لفترة طويلة، لكنه عاد بقوة واستعادة مكانته بسرعة.
الأداء في دوري أبطال آسيا
شهدت جماهير الكرة العراقية أداءً لافتًا لحيدر عبد الكريم في مباراة الزوراء ضد النصر السعودي ضمن منافسات دوري أبطال آسيا 2. رغم خسارة فريقه، أبدع "سيدوري" في مواجهة لاعبين دوليين كبار، حيث تمكن من التمرير بدقة والمراوغة بثقة، ما أعطى الفريق أفضلية هجومية في عدة مناسبات.
وأشاد الحارس الدولي السابق إبراهيم سالم بأداء حيدر عبد الكريم، معتبرًا أنه خليفة مناسب للاعب السابق نشأت أكرم، الذي كان مثالًا يحتذى به في مركز خط الوسط. وأكد سالم أن عبد الكريم يجمع بين الهدوء، الذكاء، والقدرة على التحكم في الكرة، ويعتبر مشروع نجم للمستقبل.
أما علي مجبل، فأوضح أن حيدر عبد الكريم واجه لاعبي النصر وكأنه يلعب أمام فرق شعبية، مُظهرًا مهارات استثنائية في المراوغة والتحكم بالكرة "يرواغ بكيفه".

السمات الميدانية والشخصية
يمتاز عبد الكريم بشخصية ميدانية قوية، حيث يقف بشجاعة أمام اللاعبين الكبار ويجعل التحكم بالوسط يبدو طبيعيًا. تأثيره لا يُقاس بالأرقام فقط، بل بالهيمنة التي يفرضها على المباراة، وطمأنة زملائه من خلال تحكمه بالكرة. هذه السمات تجعل منه لاعبًا يمكن الاعتماد عليه في المواقف الصعبة، وتؤكد أنه مشروع نجم كبير في المستقبل.
وجود عبد الكريم في وسط الملعب يمنح الفريق أفضلية هجومية واضحة. لمساته على الكرة مليئة بالثقة، وخروجه بالكرة بطريقة صحيحة يساعد الفريق على تنظيم الهجمات بسرعة وكفاءة. هذا النوع من اللاعبين يُحدث فارقًا في الأداء الجماعي، حيث يزيد من تماسك الفريق ويجعل خط الوسط منطقة سيطرة استراتيجية.
تدرج حيدر عبد الكريم مع المدرب عماد محمد في الفئات العمرية المختلفة، وهو ما ساعده على صقل مهاراته بشكل تدريجي ومنهجي. التدريب المستمر تحت إشراف المدرب المتمرس ساهم في تطوير قدرته على قراءة اللعب واتخاذ القرارات السريعة، ما يعكس نضج اللاعب رغم صغر سنه.
ورغم موهبته الكبيرة، تعرض عبد الكريم لإصابة قوية أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة، حيث اضطر لإجراء عملية جراحية. هذه التجربة كانت اختبارًا حقيقيًا لقوة إرادته، وقد أثبت خلال فترة التأهيل أنه قادر على العودة بنفس المستوى بل وربما أفضل، مما يعكس احترافه والتزامه بالرياضة.
يعتبر حيدر عبد الكريم مشروع نجم قادم بقوة في الكرة العراقية. مع حصوله على الثقة الكاملة من الجهاز الفني لفريقه ومن المنتخب الوطني، يمكنه أن يصبح أحد الأعمدة الأساسية للمنتخب العراقي، ويساهم في تحقيق الإنجازات على الصعيدين المحلي والقاري.
من المتوقع أن يلعب دورًا محوريًا في المباريات القادمة للمنتخب العراقي، حيث يمتلك القدرة على توجيه اللعب، توزيع الكرة، والمساهمة في الهجمات بشكل فعال. كما أن شخصيته القيادية والهدوء تحت الضغط يجعلان منه عنصرًا مهمًا في اللحظات الحاسمة.
وفي النهاية يمكن القول، ان حيدر عبد الكريم، المعروف بـ"سيدوري"، يمثل أحد أهم مواهب الكرة العراقية في الوقت الحالي. موهبته، ذكاؤه في اللعب، وهدوءه على أرض الملعب تجعل منه لاعبًا مميزًا في مركزه. رغم التحديات والإصابات، أثبت أنه قادر على العودة بقوة، وأن مستقبله واعد على الصعيدين المحلي والدولي. مع الدعم الكامل والثقة من الجهاز الفني، يمكن لحيدر أن يكتب اسمه بحروف من ذهب بين كبار لاعبي الكرة العراقية ويصبح نموذجًا يُحتذى به في الأجيال القادمة.
0 تعليق