يواجه المرشحان في انتخابات الرئاسة الأميركية تحديات عدة، وسط رهان اللحظات الأخيرة على أوراق وحملات من شأنها أن تغير مزاج أو توجهات بعض الناخبين، ومن بينهم الأميركيون من أصول عربية.
وفي المنعطفات الأخيرة من السباق، أظهر استطلاعان للرأي تقدم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ما بين 19 إلى 29 نقطة من نسب الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم مبكرا.
وفي الاستطلاع الذي أجرته مجلة "تايم" الأميركية مع "مؤسسة سيينا" للإحصاءات، حازت هاريس على 59 بالمئة مقابل 40 بالمئة لترامب.
وارتفعت النسبة إلى 62 بالمئة لهاريس مقابل 33 بالمئة لترامب، في استطلاع آخر أجرته "إيه بي سي نيوز" بالتعاون مع مؤسسة "إيبسوس".
وحاول ترامب الظهور بموقف حاسم، إذ أكد أنه يتقدم في الولايات الـ7 المتأرجحة التي ستقرر نتيجة الانتخابات، لكن من دون تقديم دليل على ذلك.
وأوضح أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يوقفه هو "الغش"، مشيرا إلى "محاولات احتيال مختلفة".
وتعد تلك التصريحات نفس الادعاءات التي أطلقها ترامب قبل 4 سنوات عندما خسر السباق الرئاسي أمام الرئيس جو بايدن، إذ تحدث حينها عن تزوير الانتخابات.
لمن تميل أصوات الناخبين العرب في انتخابات الرئاسة الأميريكة؟
يقول الأكاديمي والسياسي العراقي الدكتور ظافر العاني إن التصويت المبكر في بعض الولايات، الذي أبرز تقدم هاريس، لا يعتبر مؤشرا كافيا يسمح بحسم نتيجة الانتخابات، بل يشكل فقط دافعا للثقة لدى المرشحة المتقدمة في الاستطلاع.
ويعتبر العاني في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، أنه "من المتوقع أن تلعب الأقليات والعرب دورا مهما في نتيجة الانتخابات الرئاسية وذلك ربما بسبب التصريحات غير المتوازنة لأحد المرشحين أو داعميهم، وكذلك تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط".
ويعتقد أن الناخبين المهتمين بالشأن الخارجي سيلجؤون إلى التصويت العقابي ضد إدارة بادين وهاريس، بسبب فشلهم في التعامل مع الصراعات الخارجية.
من جهة أخرى، يعتبر الأكاديمي الباحث السياسي الإيراني محمد صالح صدقيان، أن "المقاربات الداخلية هي التي كانت تحكم توجه الناخب الأميركي في السابق، وبشكل عام كان توجه العرب هو دعم الحزب الديمقراطي الذي كان يؤيد المهاجرين وقضايا الهجرة".
ويضيف صدقيان أن "الوضع بات مختلفا اليوم، حيث إن السياسة الخارجية والانقسام الحاصل بسبب ما يقع في الشرق الأوسط من الممكن أن يؤثر على قرار الناخب الأميركي".
ويضيف لـ"سكاي نيوز عربية"، أن التظاهرات التي خرجت في الجامعات الأميركية وعدم قدرة بايدن على إيقاف الحرب في غزة سيكون له انعكاس على صوت الناخب العربي في أميركا.
انقسام العرب في أميركا
بدوره يعتبر أستاذ العلوم الساسية إبراهيم النحاس، أن 3 ملايين صوت عربي في الانتخابات الأميركية ستحكمها القضايا الخارجية وملف الحرب في غزة ولبنان بدرجة أولى، ثم ملف الاقتصاد والقضايا الداخلية.
ويؤكد النحاس لـ"سكاي نيوز عربية"، أن "العرب في أميركا لا يعتبرون كتلة واحدة، وهو ما يجعل الصوت العربي منقسم بين أكثر من توجه، الأمر الذي يعد نقطة ضعف لا تخدم الدور دور الذي يمكن أن يلعبه العرب في هذه الانتخابات".
تقارب المواقف في قضايا الشرق الأوسط
يؤكد نائب رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن بول سالم، أن نتائج الانتخابات بين الحزب الجمهوري والديمقراطي غالبا ما تكون متقاربة، ومن الصعب التنبؤ باسم الفائز مسبقا، الذي يمكن أن تحدده نسبة أصوات قليلة من الولايات المتأرجحة.
ويتابع سالم لـ"سكاي نيوز عربية"، أن "موقف هاريس وترامب من الوضع في الشرق الأسط متقارب، والاختلاف الوحيد بينهما أن هاريس تعبر شفهيا عن مواقف داعمة للفلسطينينن وحل الدولتين على غرار بايدن، الذي، رغم ذلك، لا يضغط على إسرائيل من أجل وقف الحرب".
ومن جهة أخرى يعتبر أن ما يميز هذه الانتخابات هذه السنة هو "حدة الاستقطاب والتهديد بالعنف الذي يظهره المرشح دونالد ترامب الذي رفض نتيجة الانتخابات سنة 2020 ويهدد اليوم بالعنف أيضا في حال خسارته".
0 تعليق