عروة قنواتي
“البالون دور”، جائزة “فرانس فوتبول” الشهيرة التي يطلق عليها “الكرة الذهبية”، ما زالت تفتح الأبواب للجدال والسجال ودموع الرجال بقدر أهميتها وانتظار ساعة إعلان الفائز فيها عبر العالم.
الفرق بين هذا الزمن وسنوات الماضي أن التسريبات لم تكن موجودة أو أنها محصورة في إطار ضيق، فلا “سوشيال ميديا” ولا تواصل اجتماعي ولا فضاء أزرق ولا تغريدات ولا “إكسات”.
قبل أيام ضج العالم بخبر حصول اللاعب الإسباني ونجم نادي مانشستر سيتي الإنجليزي رودري على الكرة الذهبية للعام 2024 كأفضل لاعب في العالم باختيار مجلة “فرانس فوتبول”، والمنافسة مع رودري كانت لنجمي نادي ريال مدريد الإسباني اللاعب البرازيلي فينيسيوس جونيور، واللاعب الإنجليزي جود بيلنغهام.
وعندما كان أغلب متابعي كرة القدم وعشاقها والعاملين في الحقل الإعلامي يظنون بأن البرازيلي فينيسيوس هو الفائز بالكرة الذهبية إثر تسريبات خرجت للإعلام قبل أسبوعين، صدرت تسريبات جديدة قبل حفل توزيع الجوائز بـ12 ساعة تقريبًا ترجح كفة رودري على حساب فيني في الظفر بالكرة الذهبية، ويقال إن هناك من أبلغ النادي الملكي بالتسريبات والحسم، والمصدر كما يشاع من نادي مانشستر سيتي، وأنه المدرب بيب غوارديولا حصرًا. قاطع السيد فلورنتينو بيريز الحفل، ولم يحضر أعضاء مجلس إدارة ريال مدريد ولا اللاعبون ولا الحاصلون على جوائز ضمن نفس الحفل، وهم المدرب كارلو أنشيلوتي كأفضل مدرب في العام 2024، ونادي ريال مدريد كأفضل فريق في العالم، كما توّج النجم الفرنسي كيليان مبابي مع النجم الإنجليزي هاري كين بجائزة أفضل هداف للعام 2024.
ما علينا، وصلة الردح والتهم بالأساليب الملتوية والخداع والتزوير دارت بين النادي الملكي ومنظمي الحفل والجائزة والاتحاد الأوروبي لكرة القدم، النادي الملكي حاول خلال بيان له أن يقول للعالم إن أصحاب الجائزة والاتحاد الأوروبي لا يحترمون ريال مدريد ولا مكانة الفريق الأبرز في دوري أبطال أوروبا، وبأن شيئًا ما تحرك خلف الستار وحجب الجائزة عن فينيسيوس وسلمها لغيره.
من جانبها، أعلنت مجلة “فرانس فوتبول” عن جدية وقوة الجائزة وأثرها في العالم، وأن اللجنة المخصصة للاختيار تقوم بدورها على أكمل وجه، كما أعربت عن أسفها لمقاطعة الحفل من قبل نادي ريال مدريد الذي فاز بثلاث جوائز وما زال يلقي التهم جزافًا، بحسب ما ورد عن المجلة أو بنفس القصد.
وهناك من ألقى التحليلات في كل مكان حول العنصرية والبشرة السمراء وكراهية النادي الملكي ومنتخب البرازيل، والمال المتدفق من رؤوس الأموال وغيرها من القصص التي رافقت مسيرة ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو في فترة سيطرتهما شبه الكلية على الجائزة لسنوات طويلة لم يمر خلالها إلا طويل العمر فيما يتحسر الكثير من عشاق كرة القدم على سنوات مرت شهدت تألق الرسام أندرياس إنييستا وأحقية الفرنسي أنطوان غريزمان.
والكرة الذهبية تقدم في كل عام، ويبقى السجال مستمرًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
0 تعليق