ركزت الضربات الإسرائيلية في سوريا التي طالت البنية التحتية العسكرية لإيران و”حزب الله” اللبناني، على استهداف المعابر والجسور البرية على الحدود مع لبنان، إلى جانب المستودعات (الصناعية، العسكرية)، بحسب تقرير لـ”مركز حرمون للدراسات المعاصرة”.
ورصد تقرير “حرمون“، المنشور اليوم الثلاثاء 26 من تشرين الثاني، الضربات الإسرائيلية بين 15 من تشرين الأول و15 من تشرين الثاني الحالي.
أحصى التقرير 54 ضربة إسرائيلية في سوريا خلال هذه الفترة، منها 38 ضربة في حمص (70.4% من الضربات).
وشملت الأهداف مستودعات صناعية بـ11 ضربة، جسورًا وطرقًا رئيسية بـ18 ضربة، معابر حدودية منها خمس غير رسمية، بست ضربات.
وتعرضت دمشق لخمس ضربات، استهدفت ضربتان مواقع نوعية مثل المرافق الأمنية، وضربة على شقق سكنية، وضربة استهدفت مركبة، وضربة على مستودع عسكري.
ريف دمشق تعرضت لأربع ضربات، تركّزت على منطقة السيدة زينب وقدسيا البلد، واستهدفت مباني كاملة وشققًا سكنية.
أما محافظة إدلب فتعرضت لأربع ضربات، تركزت جميعها على مبانٍ كاملة في مناطق مثل سراقب وريفها.
وفي حلب استهدفت ضربتان مرافق عسكرية، واستهدفت اللاذقية بضربة واحدة.
وبحسب التقرير، يشير التركيز الكبير على مدينة القُصير بريف حمص الغربي على أهميتها كمحور لوجستي تستخدمه إيران و”حزب الله”، لتأمين الإمدادات عبر الحدود اللبنانية.
أما ضربات دمشق، فتعكس اهتمام إسرائيل بضرب مراكز القيادة والنفوذ الإيراني في دمشق.
وفي ريف دمشق تعكس الضربات استهداف مناطق ذات رمزية قوية بالنسبة للميليشيات، بشكل خاص منطقة السيدة زينب التي تعد معقلًا رئيسيًا لـ”حزب الله” والميليشيات الموالية لإيران.
شكل استهداف المعابر والجسور والطرق على الحدود السورية- اللبنانية 44.4% من الأهداف، مع تركيز ملحوظ على مواقع في القصير.
ويوضح ذلك، بحسب الدراسة، استراتيجية واضحة لتعطيل شبكات الإمداد العسكري، وتقليل قدرة “حزب الله “على الحركة” في هذه المنطقة الحدودية، إضافة إلى قطع خطوط التواصل مع منطقة بعلبك اللبنانية، التي تمتد فيها شبكات التحرك اللوجستية لـ”حزب الله”.
الضربات على المستودعات بلغت نسبتها 29.6%، أما المرافق الأمنية والوحدات السكني فاستهدافها أقلّ من حيث العدد، ولكنها كانت أهدافًا نوعية ودقيقة.
أدت ضربات إسرائيل على المرافق الأمنية والوحدات السكنية إلى مقتل قياديين مهمين.
وهذه الضربات تركزت في دمشق وريفها، خاصة في مناطق المزة والسيدة زينب.
اقرأ أيضًا: لماذا كثفت إسرائيل ضرباتها في سوريا الآن
نهج مستمر.. خطر على المدنيين
في 15 من تشرين الثاني، نشرت صحيفة “جيروزليم بوست” الإسرائيلية مقالًا تحليليًا رجحت فيه أن تظل سوريا “بمثابة أرض صيد” للقوة الجوية الإسرائيلية التي تشق طريقها إلى القائمة الطويلة من أهداف “حزب الله” وإيران، على حد تعبيرها.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل لا تبدي أي اهتمام خاص بالأسد “بأي حال من الأحوال”، وإنما لديها تركيز كبير على قواته التي تسهل أنشطة إيران و”حزب الله” على الأراضي السورية.
مديرة العمليات والمناصرة في “مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية” (OCHA)، إيديم ووسورنو، انتقدت الغارات الإسرائيلية على الحدود السورية- اللبنانية، كونها عرقلت عمليات الاستجابة الإنسانية وتجعل المعابر أكثر خطورة.
وأوضحت ووسورنو أن الغارات عقدت جهود الإغاثة، إذ تم تقليص حركة عمال الإغاثة، وخاصة إلى أجزاء من حمص، وأدى الضرر الذي لحق بالمعابر الحدودية إلى إجبار الشاحنات على اتخاذ طرق أطول، مما أسهم في زيادة تكاليف السلع.
وأجبرت الضربات على معبري جوسية بريف حمص وجديدة يابوس بريف دمشق (معابر رسمية) الناس، بمن فيهم النساء والأطفال وغيرهم من الفئات الضعيفة، إلى عبور المعبرين سيرًا على الأقدام، أو البحث عن طرق بديلة أطول وأكثر خطورة.
وأدت الغارات داخل المنازل في دمشق وريف دمشق إلى مقتل مدنيين، أحدها القصف على حي المزة في 14 من تشرين الثاني.
وزارة الدفاع في حكومة النظام السوري، قالت حينها إن القصف طال عددًا من الأبنية السكنية في حي المزة بدمشق ومنطقة قدسيا في ريف دمشق، ما أدى إلى مقتل 15 شخصًا وإصابة 16 آخرين بينهم نساء وأطفال، كحصيلة أولية، إضافة إلى أضرار مادية “كبيرة” في الممتلكات.
حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نعت غداة القصف مدنيين من آل الأزعط، وآل شخاشيرو وآل الحلوة، الذين قتلوا إثر الضربات الإسرائيلية في دمشق.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
0 تعليق