أمضى أحمد الحسين (55 عامًا) ليلته، وهو يحاول تثبيت خيمته والتخفيف من خوف أولاده بسبب العاصفة الهوائية التي ضربت شمال غربي سوريا.
يزداد من وضع خيمة أحمد والخيم المجاورة له سوءًا أنها مقامة في سفح جبل، في قرية بيرة كفتين شمالي إدلب.
أدت العاصفة إلى أضرار عديدة منها تمزق بعض أطراف الخيم وابتل معظم الأثاث بمياه الأمطار، وكسرت ألواح الطاقة الشمسية “ما زاد من سوء وضعنا”، وفق ما قال أحمد لعنب بلدي.
بعد هدوء العاصفة، الاثنين 25 من تشرين الثاني، سارعت العوائل إلى إصلاح ما تضرر من الخيام بخياطة الأماكن الممزقة وإعادة تثبيتها، ووضع الأثاث خارج الخيام لتجفيفه.
سوء طرقات
أنشئت عدد من المخيمات في أماكن بعيدة عن الطرقات الرئيسية، بعضها ضمن أراض زراعية وآخر في مناطق جبلية أو تلال، ما يعصب من عمليات الوصول إليها، رغم المحاولات المستمرة من منظمات بتجهيز طرقاتها بالحد الأدنى عبر فرش الطريق بالبحص (تبحيص).
علي النعسان (50 عامًا)، المقيم في مخيمات حربنوش، قال لعنب بلدي إن الأرض التي أقيم عليها المخيم المكون من سبع عوائل، زادت الأمر سوءًا.
المخيم مقام على أرض زراعية، ما يعني أن كل ما خارج الخيام عبارة عن أرض موحلة، وبالتالي أعاق حركة قاطني الخيام، في عملية ترميم الخيم وتجفيف الأثاث.
منطقة شمال غربي سوريا شهدت عاصفة هوائية وهطول أمطار خلال اليومين الماضيين، ما أدى إلى أضرار في 318 مخيمًا تضم أكثر من 21 ألف شخص، بحسب تصريح لوزير التنمية والشؤون الإنسانية في “حكومة الإنقاذ”، فادي القاسم.
من جانبه، رصد “الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء) أضرارًا لحقت بخيام النازحين في مخيم “الزعرور” بقرية كفرة شمالي حلب، وتشكل صقيع في مخيمات بريفي حلب وإدلب، نتيجة الانخفاض في درجات الحرارة، وغمرت المياه العديد من المخيمات في ريف إدلب.
ولفت “الدفاع المدني” إلى أنه فتح قنوات تصريف مياه الأمطار لإبعادها عن الخيام.
سنويًا تتجدد معاناة قاطني المخيمات في المنطقة مع تبدل الفصول، سواء ارتفاع درجات الحرارة صيفًا أو انخفاضها شتاء وما يرافقه من عواصف، دون أن تستطيع المنظمات العاملة في المنطقة أو السلطات تقديم حلول مستدامة حتى اليوم.
تجهيزات ضعيفة
رصدت عنب بلدي قبل بدء الشتاء ضعف أو عدم قدرة سكان على تجهيز لوازم الشتاء سواء من مواد تدفئة أو تدعيم خيمهم وتبديل الشوادر.
وقال سكان مخيمات بريف إدلب لعنب بلدي أنهم لم يحصلوا العام الماضي على مواد تدفئة كدعم من المنظمات إلى مرة أو مرتين، واقتصرت الدفعات على 40 كيلوجرام من مواد التدفئة كـ”البيرين” والحطب أو قشور الفستق.
وبحسب ما رصده مراسل عنب بلدي، بلغ سعر الطن من قشر البندق الذي يستخدم للتدفئة 145 دولارًا أمريكيًا، والحطب 160 دولارًا، و”البيرين” 140 دولارًا، بينما تتراوح أجور عمال المياومة بين 100 إلى 200 ليرة تركية (من 2.9 إلى 5.7 دولار أمريكي في أفضل الأحوال).
وتعاني المنطقة من ارتفاع نسب البطالة إلى جانب ضعف في استجابة الحاجات الإنسانية، وتعرض المنطقة لقصف مستمر من قبل قوات النظام وروسيا خاصة مناطق نفوذ “الإنقاذ”، رغم وجود اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في موسكو أردوغان وبوتين.
بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، يعيش في شمال غربي سوريا (مناطق سيطرة المعارضة)، 5.1 مليون شخص، من بينهم 4.27 مليون بحاجة للمساعدات الإنسانية.
ومنذ كانون الثاني حتى 28 من تشرين الأول 2024، وصلت المساعدات إلى 920 ألف شخص فقط أي إلى 27% من المحتاجين.
يقطن في المخيمات 2.1 مليون شخص من أصل 5.1 مليون في المنطقة، ووصلت المساعدات إلى 310 آلاف شخص فقط، أي 16% من مجموع القاطنين في المخيمات.
وبلغ عدد من هم بحاجة للمساعدات الغذائية في شمال غربي سوريا 3.645 مليون شخص، جرى تأمين مساعدات لـ610 آلاف منهم بنسبة 17%.
منطقة شمال غربي سوريا تخضع لسيطرة المعارضة، وتديرها حكومتا أمر واقع هما “الحكومة السورية المؤقتة” و”حكومة الإنقاذ”.
يمتد نفوذ “المؤقتة” على ريف حلب ومدينتي رأس العين غربي الحسكة وتل أبيض شمالي الرقة، أما “الإنقاذ” فتسيطر على أجزاء واسعة من إدلب وجزء من أرياف حلب الغربي وحماة الشمالي واللاذقية الشرقي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
0 تعليق