أشعل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عاصفة سياسية جديدة، بتوجيهه هجوماً عنصرياً حاداً ضد النائبة الديمقراطية المسلمة إلهان عمر، داعياً إلى عزلها من منصبها.
ويأتي هذا الهجوم، الذي جاء رداً على تعليق أدلت به عمر حول اغتيال الناشط اليميني تشارلي كيرك، ليعيد إلى الواجهة تاريخاً طويلاً من الصراع بين ترمب والنائبة التقدمية، ويكشف عن عمق الاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة.
شرارة الهجوم: تعليق "عمر" على اغتيال "كيرك"
كانت الشرارة التي أطلقت الهجوم الأخير هي تعليق النائبة إلهان عمر على اغتيال الناشط اليميني البارز تشارلي كيرك.
وفي موقف مركب، وصفت عمر أفكار كيرك السياسية بأنها "تستحق التوبيخ"، لكنها في الوقت ذاته أعربت عن تعاطفها مع زوجته وطفليه، وأكدت رفضها القاطع لعملية اغتياله.
لكن الرئيس ترمب تجاهل إدانة عمر للعنف، وركز على الجزء الأول من تصريحها. وفي حديث للصحفيين خلال عودته من المملكة المتحدة، قال ترمب إن "إلهان عمر جاءت من الصومال حيث لا يوجد بها أي شيء، لتعلم الأمريكيين كيف يديرون أمور بلادهم"، مضيفاً أنها "سيئة للغاية ويجب عزلها على الفور".
وتبع ترمب هذه التصريحات بتغريدة على منصته "تروث سوشيال"، كرر فيها إهاناته لعمر ولبلدها الأم الصومال.
"عودي إلى بلدك": تاريخ من الهجمات العنصرية
وهذا الهجوم ليس الأول من نوعه، بل هو امتداد لنهج اتبعه ترمب منذ سنوات ضد إلهان عمر، التي تُعد واحدة من أوائل النساء المسلمات المنتخبات في الكونغرس، وعضواً بارزاً في الجناح التقدمي بالحزب الديمقراطي المعروف باسم "الفرقة" (The Squad).
ففي عام 2019، أثار ترمب غضباً عالمياً عندما دعا في تغريدة شهيرة إلهان عمر وثلاث نائبات ديمقراطيات أخريات من الأقليات إلى "العودة" إلى البلدان "المنهارة التي جئن منها"، على الرغم من أن جميعهن مواطنات أمريكيات، وثلاث منهن ولدن في الولايات المتحدة.
واستغل ترمب واليمين الأمريكي مراراً أصول عمر الصومالية كلاجئة، لتصويرها على أنها شخصية "معادية لأمريكا"، كما تم استهدافها مراراً باتهامات "معاداة السامية" بسبب انتقاداتها الشديدة لسياسات كيان الاحتلال الإسرائيلي.
استقطاب سياسي حاد
ويعكس هذا السجال الأخير حالة الاستقطاب الحادة التي تعيشها السياسة الأمريكية، خاصة بعد حادثة اغتيال كيرك. ففي مناخ سياسي مشحون، يتم تجاهل المواقف المركبة مثل موقف إلهان عمر، ويتم اجتزاء التصريحات واستخدامها كأسلحة لمهاجمة الخصوم السياسيين.
ويرى محللون أن هجوم ترمب المتجدد على عمر لا يهدف فقط إلى إسكات صوتها كناقدة بارزة، بل يهدف أيضاً إلى حشد قاعدته الانتخابية عبر إثارة النعرات القومية والعنصرية، في مشهد يعمق الانقسامات في المجتمع الأمريكي.
0 تعليق