Published On 20/9/202520/9/2025
|آخر تحديث: 19:48 (توقيت مكة)آخر تحديث: 19:48 (توقيت مكة)
"القيادة المشتتة" سلوك يُعرّض حياة الناس للخطر يوميا، فأي شيء يُبعد النظر عن الطريق، أو يبعد اليدين عن عجلة القيادة، يُعد تشتيتا يمكن أن يهدد الحياة في جزء من الثانية، ليس باستخدام الهواتف الذكية فحسب، ولكن بالتحدث مع الآخرين في السيارة، أو استخدام أنظمة الملاحة أو المعلومات والترفيه، أو تناول الطعام والشراب، أو الاستغراق في "أحلام اليقظة" في أثناء القيادة.
ففي الولايات المتحدة وحدها، أظهر تقرير صدر عن "الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة" عام 2023 أن "29% من جميع حوادث السيارات تحدث بسبب القيادة المشتتة، وتؤدي إلى أكثر من 10 آلاف حالة وفاة سنويا، بالإضافة إلى 1.3 مليون إصابة".
كما صدر تقرير عن مجلس الأمن القومي مؤخرا حذر من أن "السفر لقضاء العطلات يكون مصحوبا عادة بزيادة في خطر هذا النوع من الحوادث". وذلك وفقا لاستطلاع أشار إليه موقع "ذا هيلثي"، أظهر أن ما يقرب من ثلث السائقين أقروا بتفقد هواتفهم أو استخدام التكنولوجيا، بسبب "الملل في أثناء الرحلات الطويلة وزحام عطلات نهاية الأسبوع". مما يُؤكد أهمية فهم مدى خطورة سلوك القيادة المشتتة، وضرورة معالجته.

مجرد التفاتة لثانيتين قد تتحول إلى تهديد قاتل
يظن كثير من السائقين أن إبعاد النظر عن الطريق لثانيتين فقط لا يشكّل خطرًا، لكن الواقع يختلف. فقد كشف استطلاع عن أن نحو 80% من المشاركين اعترفوا بقيامهم بمهام أخرى في أثناء القيادة، رغم معرفتهم بأنها تشتت الانتباه وتزيد من احتمال وقوع الحوادث. وتشمل هذه المهام استخدام البريد الإلكتروني والرسائل النصية، وتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى تصوير ومشاهدة مقاطع الفيديو.
وأظهر الاستطلاع أن 67% من السائقين يعتقدون أن بوسعهم رفع أعينهم عن الطريق بأمان لمدة ثانيتين أو أكثر، وهو اعتقاد "خطير للغاية"، حسب وصف تقرير صادر عن الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة في أميركا عام 2010، الذي أكد أن الالتفات لمجرد ثانيتين بعيدًا عن الطريق قد يضاعف خطر الحوادث، مشددًا على ضرورة إبقاء اليدين على المقود والابتعاد عن الهاتف في أثناء القيادة.

أحلام اليقظة أثناء القيادة أخطر من استخدام الهاتف المحمول
فقد أشار تقرير صادر عن معهد "تأمين السلامة وبيانات الخسائر على الطرق السريعة" -وهو منظمة أميركية غير ربحية تأسست عام 1959- أن "أحلام اليقظة" كانت السبب الرئيسي لحوادث التصادم بسبب تشتت الانتباه عام 2022، حيث شكّل الانغماس في التفكير 66% من الحوادث المميتة، بينما مَثّل استخدام الهاتف المحمول 12%".
إعلان
كما أسهمت أسباب أخرى، مثل "النظر على جانبي السيارة، أو التحدث إلى ركاب السيارة، أو ضبط مقود السيارة في أثناء السير"، في وقوع الحوادث، ولكن بوتيرة أقل.
الهاتف المحمول من أخطر مصادر تشتيت انتباه السائقين
في صيف 2016، تصدّر عناوين الصحف الأميركية حادث مروع لسائق "كان يتصفح الموسيقى على هاتفه"، فاصطدم بسيارة بسرعة 80 كيلومترا في الساعة، مما أسفر عن مقتل أم و3 أطفال على الفور، حسب "سي إن إن". ولا يزال استخدام الهاتف المحمول في أثناء القيادة مشكلة تّمثل مصدر قلق كبير يتعلق بسلامة السائقين، إذ يؤكد الخبراء على موقع "كنسومر شيلد" أن "خطر الهواتف المحمولة شديد"، نظرا لاحتوائها على الأنواع الثلاثة من تشتيت انتباه السائق، التي حددتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وهي:
التشتت البصري: إبعاد النظر عن الطريق. التشتت اليدوي: رفع اليدين عن عجلة القيادة. التشتت المعرفي: تحويل التركيز عن القيادة.لذا، يُعد تجنب الهاتف المحمول في أثناء القيادة "من أبسط الطرق للحد من الحوادث وإنقاذ الأرواح".
ومما ذكرته مجلة "فوربس"، في هذا الشأن، أنه:
رغم أن الرجال والنساء يستخدمون الهواتف المحمولة في أثناء القيادة، لكن النساء أكثر عرضة بقليل من الرجال لممارسة هذا السلوك عالي الخطورة، فقد استخدمت 3% من السائقات هواتفهن في أثناء قيادة المركبات عام 2021، مقارنةً بـ2.2% من الرجال. رغم انخفاض استخدام الهاتف المحمول بنسبة 50% مقارنة بعام 2012، فإن السائقين يواجهون عوامل تشتيت جديدة بفضل انتشار أنظمة المعلومات والترفيه وشاشات اللمس داخل المركبات، مما رفع نسبة استخدام الأجهزة في أثناء القيادة من 1.5% عام 2012، إلى 3.4% عام 2021.
معلومات وحقائق حول القيادة المشتتة
ومن المعلومات والحقائق المستخلصة من إحصائيات القيادة المشتتة أيضا:
أظهر التقرير العالمي لحالة السلامة على الطرق لعام 2023 أن عدد وفيات حوادث المرور وصل إلى 1.19 مليون حالة، وأن أكثر من نصف الوفيات بين المشاة وراكبي الدراجات الهوائية والنارية، خاصة أولئك الذين يعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. لا تزال القيادة المشتتة تُمثّل مشكلة خطيرة وسببا رئيسيا لحوادث الطرق في جميع أنحاء العالم، حيث تسهم في وقوع عديد من التصادمات والإصابات والوفيات سنويا. ابتداء من عام 2024، أفادت "الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة" بوجود اتجاهات مُقلقة في القيادة المشتتة، ففي عام 2022، وقع أكثر من 400 ألف حادث تصادم بين سائقين مشتتين، مما أدى إلى وفاة ما يقرب من 3500 شخص (زيادة بنسبة 10% مقارنة بعام 2021). مما يعكس الطبيعة الواسعة الانتشار للقيادة المشتتة. تمتد آثار تشتت انتباه السائق لتشمل عواقب جسدية ونفسية ومالية طويلة الأمد، للسائقين والركاب والمشاة ومستخدمي الطريق الآخرين. فإضافة إلى التسبب في الإصابة أو الوفاة، يمكن أن تؤدي القيادة المشتتة إلى خسائر مادية باهظة تشمل النفقات الطبية، وأضرار الممتلكات، وأقساط التأمين، والرسوم القانونية. حوالي 1 من كل 5 أشخاص كانوا يمشون أو يركبون دراجاتهم، لقوا حتفهم في حوادث تصادم تسبب فيها سائق مشتت الانتباه. يُعدّ السائقون الشباب والمراهقون -الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عاما- أكثر عرضة لخطر القيادة المشتتة الانتباه من الفئات العمرية الأخرى.
لا رسالة نصية أو مكالمة تستحق المخاطرة بحياتك
من أجل ذلك تنصح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالآتي:
إعلان
ينبغي على السائقين تجنب القيام بمهام متعددة في وقت واحد، والاعتماد على التطبيقات التي تُغني عن استخدام الهاتف المحمول في أثناء القيادة. ينبغي على الركاب تنبيه السائق إذا كان مشتتا، ومساعدته في المهام التي تتسبب في تشتيته. يجب على الوالدين التوعية بعواقب القيادة المشتتة، وتقديم القدوة من خلال إبقاء أعينهم على الطريق وأيديهم على عجلة القيادة أثناء القيادة أمام الأبناء.
0 تعليق