المؤسسات الإغاثية عاجزة عن تقديم الحد الأدنى من المساعدة للنازحين - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب عيسى سعد الله:


سجلت المؤسسات الإغاثية، سواء المحلية أو الدولية، عجزاً هائلاً عن تقديم الحد الأدنى من المساعدات الآنية العاجلة للنازحين من مدينة غزة في مناطق محافظتي الوسطى وخان يونس.
وعكس تفاقم معاناة النازحين في هذه المناطق الوضع الكارثي التي تعيشه هذه المؤسسات، وفشلها في تقديم الحدود الدنيا من المساعدات، خاصة الطعام ومستلزمات الإيواء اللازمة لإبقاء النازحين على قيد الحياة.
ودائماً ما تنتهي رحلة بحث المواطنين والنازحين عن المساعدة في أروقة ومكاتب المؤسسات الإغاثية بالفشل الذريع، كما هو الحال مع المواطن إبراهيم حميد، الذي اضطر للمبيت على قارعة الرصيف مفترشاً الأرض وملتحفاً السماء لليوم الثالث على التوالي.
وفشل حميد في الحصول على خيمة أو أي شيء يستر أسرته التي تواجه معاناة شديدة في أحد شوارع مدينة دير البلح.
ورغم قضاء حميد ساعات النهار في البحث بمكاتب المؤسسات التي نقلت معظم عملها من مدينة غزة إلى مدينتي دير البلح وخان يونس، إلا أنه فشل في الحصول على أي مساعدة من هذه المؤسسات.
وحال حميد كحال مئات آلاف النازحين الذي يقضون جل وقتهم في التعرف على مقار المؤسسات بعد انتقالها للعمل في المحافظة الوسطى وخان يونس.
ويعاني النازحون من ندرة مستلزمات الإيواء، خاصة الخيام التي وصل ثمن الواحدة بين 3 و4 آلاف شيكل، فيما وصل ثمن سعر "الشادر" الواحد إلى 600 شيكل.
وبخلاف مستلزمات الإيواء المهمة والضرورية لا تزال هذه المؤسسات عاجزة عن تقديم ما تيسر من طعام وشراب للنازحين، خاصة القاطنين في مخيمات إيواء كبيرة، كمخيم أبو جميزة وسط مدينة دير البلح، الذي اشتكى نازحوه من تدهور الإمدادات الإغاثية وحتى "التكايا" يقتصر توزيعها على شريحة محدودة من المواطنين وبظروف غاية في القسوة.
وعكس اندفاع وتسابق المواطنين وتزاحمهم في الحصول على كمية صغيرة من الطعام، واقعهم الصعب والمرير، كما ذكر المواطن محمود أبو عمرة الذي يصف ما يتعرض له نازحو المخيم بالكارثة.
وقال أبو عمرة لـ"الأيام"، إن الحصول على الطعام أصبح مهمة شاقة للنازحين في المخيم الذي أقيم وتمدد بعد نزوح مئات الآلاف من مدينة غزة بسبب العدوان الإسرائيلي المتصاعد والمتواصل منذ شهور.
وحتى مياه الشرب أصبح الحصول عليها أمراً بالغ الصعوبة بسبب الاستهلاك الكبير، ومحدودية موارد التوزيع والتي تقتصر على بعض الصهاريج محدودة السعة.
ويضطر المواطنون إلى شراء المياه بأسعار مرتفعة ومن مناطق بعيدة تتطلب جهداً وأحياناً دفع تكاليف بدل مواصلات.
وأشار مسؤولون في مؤسسات عديدة إلى أن قوات الاحتلال ضيقت مؤخراً بشكل كبير، على عمل المؤسسات، وتمنع بشكل ممنهج إدخال المساعدات لها لتوزيعها على المواطنين والنازحين أصحاب الحاجة الملحة.
وأوضح هؤلاء أن عوامل أخرى تحد من قدرة المؤسسات على القيام بعملها على أكمل وجه، من بينها صعوبة تحويل الأموال وتسييلها، وانخفاض قيمة العملات الأجنبية مقارنة بالشيكل، والنسبة العالية التي يفرضها تجار وصرافون على تسييل الأموال.
ويومياً يتأزم الوضع الإنساني في شوارع ومناطق المحافظة الوسطى مع استمرار موجات النزوح من مدينة غزة، والتي تستمر على مدار الساعة، حيث يسجل يومياً وصول مئات الشاحنات والباصات والمركبات المحملة بالنازحين إلى مدينة دير البلح، التي باتت تمتلئ أراضيها الخاصة والعامة بالنازحين والخيام، وسط صعوبات هائلة في تقديم الحد الأدنى من الخدمات.
ومن المتوقع وصول مئات آلاف النازحين إلى هذه المناطق والمحافظات خلال الأيام القادمة، مع تعميق وتوسيع الاحتلال عدوانه على مدينة غزة.

 

0 تعليق