مع بدء الهجوم البري على مدينة غزة وتفاقم الحصار، الكوادر الطبية الأجنبية تصف الوضع بأنه "انهيار كامل" وتطلق نداء استغاثة عاجلاً.
"بالكاد نستطيع مساعدة غيرنا".. بهذه الكلمات الموجعة والمحملة باليأس، لخصت طبيبتان أستراليتان الوضع الكارثي الذي وصلت إليه المستشفيات في قطاع غزة، مع بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومه البري الواسع على مدينة غزة وتصاعد سياسة التجويع والحصار.
وفي شهادة من قلب الجحيم، وصفت الطبيبتان، اللتان تعملان مع بعثة طبية دولية، كيف تحولت المستشفيات إلى "نقاط احتضار" أكثر منها أماكن للشفاء، في ظل انهيار كامل للمنظومة الصحية.
مشاهد من الانهيار
تروي إحدى الطبيبتين، في رسالة صوتية مسربة، قائلة: "المصابون يفترشون الأرض في الممرات، لا توجد أسرة، لا توجد أدوية تخدير، نجري عمليات جراحية على ضوء الهواتف النقالة لأن وقود المولدات نفد تماماً".
وتضيف: "كل دقيقة تصلنا حالات جديدة من ضحايا القصف، معظمهم أطفال ونساء، ونحن نقف عاجزين. لم نعد نقوم بالطب، نحن فقط نحاول إيقاف النزيف بأي قطعة قماش نجدها".
وقالت زميلتها إن عبارة "بالكاد نستطيع مساعدة غيرنا" تعني أن الكوادر الطبية نفسها أصبحت تكافح من أجل البقاء، حيث لا يوجد طعام أو ماء نظيف حتى للأطباء والممرضين الذين يعملون على مدار الساعة دون توقف.
الهجوم الجديد يوجه الضربة القاضية
يأتي هذا الانهيار الكامل مع بدء العملية العسكرية الجديدة في مدينة غزة، والتي أدت إلى تدفق مئات المصابين والجرحى بشكل فاق قدرة المستشفيات المنهكة أصلاً على الاستيعاب.
وتؤكد الطبيبتان أن القصف العنيف في محيط المستشفيات يجعل الوصول إليها مهمة انتحارية، سواء للمصابين أو للطواقم الطبية.
ووجهت الطبيبتان نداء استغاثة عاجلاً إلى العالم، قائلتين: "إن ما يحدث هنا ليس حرباً، بل إبادة ممنهجة.
الصمت الدولي يقتلنا مع مرضانا. نحن لا نطلب الكثير، نطلب فقط وقف إطلاق النار فوراً وإدخال المساعدات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان".
0 تعليق