لماذا تلقي البرازيل دائماً أول خطاب في اجتماعات الأمم المتحدة؟ - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

8 عامًا من العرف الدبلوماسي: البرازيل دائمًا تسبق قادة العالم على منصة الأمم المتحدة

مع انطلاق المناقشة العامة رفيعة المستوى في الجمعية العامة للأمم المتحدة كل عام، يلاحظ المتابعون تقليداً دبلوماسياً راسخاً ومثيراً للفضول: دائماً ما تكون دولة البرازيل هي أول دولة تلقي كلمتها بعد الأمين العام. فما هو السر وراء هذا البروتوكول الذي استمر لعقود، وكيف يتم ترتيب بقية كلمات قادة العالم؟


تقليد وُلد بالصدفة.. واستمر 78 عاماً

تعود جذور هذه العادة إلى السنوات الأولى لتأسيس الأمم المتحدة. ففي ذلك الوقت، لم تكن هناك أي دولة ترغب في أن تكون أول المتحدثين، لما يمثله ذلك من مسؤولية وضغط لافتتاح أهم محفل دبلوماسي في العالم. وحينها، تقدمت البرازيل طوعاً للقيام بهذا الدور.

ومنذ ذلك الحين، وتحديداً منذ عام 1947، تحول هذا الموقف إلى عُرف دبلوماسي راسخ. وأصبح الترتيب الافتتاحي المعتمد هو:

الأمين العام للأمم المتحدة.

رئيس وفد البرازيل.

رئيس وفد الولايات المتحدة (باعتبارها الدولة المضيفة لمقر الأمم المتحدة).

وعلى مدى تاريخ الجمعية العامة، لم يتم كسر هذا التقليد إلا مرتين فقط (عامي 1983 و1984) بسبب ظروف بروتوكولية.

بروتوكول ترتيب الكلمات: من يسبق من؟

بعد الولايات المتحدة، يصبح ترتيب المتحدثين أكثر تعقيداً، حيث يعتمد على عدة عوامل، أهمها مستوى التمثيل (الأهمية السياسية للمتحدث). ويتم بناء القائمة وفق التسلسل الهرمي التالي:

رؤساء الدول.

نواب رؤساء الدول وأولياء العهود.

رؤساء الحكومات.

الوزراء ورؤساء الوفود.

كما تلعب عوامل أخرى دوراً، مثل التوازن الجغرافي، والتفضيلات الفردية للدول، ومبدأ "من يطلب أولاً يُخدم أولاً".

عندما تُكسر قاعدة الـ 15 دقيقة: أطول الخطابات في التاريخ

رسمياً، يُمنح كل زعيم 15 دقيقة لإلقاء كلمته، لكن هذه القاعدة تُكسر بشكل مستمر. ويحمل التاريخ في طياته قصصاً عن خطابات ماراثونية، أشهرها:

فيدل كاسترو (كوبا): ألقى الزعيم الكوبي عام 1960 أطول خطاب في تاريخ الجمعية العامة، حيث استمر لحوالي 4 ساعات ونصف.

معمر القذافي (ليبيا): في عام 2009، تحدث الزعيم الليبي الراحل لأكثر من ساعة ونصف.

وهكذا، يبقى هذا التقليد الدبلوماسي شاهداً على تاريخ المنظمة الدولية، حيث حجزت البرازيل لنفسها مقعداً افتتاحياً دائماً في أهم منصة سياسية في العالم.

0 تعليق