يتصاعد النقاش العالمي حول فكرة الانتقال إلى أسبوع عمل مكون من أربعة أيام، ليس فقط كوسيلة لزيادة الإنتاجية، بل كحل جذري لمواجهة أزمات الإرهاق والتوتر المزمن التي باتت السمة الأبرز لبيئة العمل الحديثة.
ويرى خبراء في علم النفس أن منح الموظفين يوماً إضافياً للراحة يمكن أن يحدث تحولاً عميقاً في صحتهم النفسية وجودة حياتهم، شريطة أن يتم تطبيق هذا النظام بشكل صحيح.
من التوتر المكبوت إلى التوازن الحقيقي
توضح عالمة النفس، ألينا فيليبوفا، أن الفائدة الكبرى تكمن في منح الموظفين وقتاً حقيقياً لإنجاز المهام المؤجلة في حياتهم الشخصية.
وتقول: "يتيح هذا اليوم الإضافي للأفراد تخصيص وقت حقيقي لأطفالهم، وعلاقاتهم، وتطويرهم الذاتي، والاهتمام بالمنزل، وهي أمور غالباً ما تُؤجَّل وتسبب توتراً داخلياً واستياءً مكبوتاً".
وبحسب فيليبوفا، فإن هذا التوازن يقلل من مستويات التوتر المزمن والإرهاق، ويمنح الموظفين فرصة حقيقية لاستعادة نشاطهم الذهني والبدني، وممارسة هواياتهم، مما يعود بالنفع المباشر على تركيزهم وإبداعهم خلال أيام العمل الأربعة.
الشرط الحاسم للنجاح: العمل بذكاء لا بجهد أكبر
لكن الخبراء يحذرون من أن نجاح "الأسبوع القصير" مرهون بشرط أساسي. وتشدد فيليبوفا على أن "الأهم ليس منح الموظفين يوماً إضافياً فحسب، بل إعادة النظر في إجراءات العمل وتنظيمه".
فإذا تم ضغط مهام خمسة أيام في أربعة، مع الحفاظ على نفس عبء العمل وساعات الدوام الطويلة، فإن النتيجة ستكون عكسية تماماً، حيث سيزداد الضغط والإرهاق بشكل كبير.
فالهدف الحقيقي هو تحفيز الشركات والموظفين على العمل بكفاءة أعلى، وإلغاء الاجتماعات غير الضرورية، وتبني التكنولوجيا لتحسين الإنتاجية في وقت أقل.
تجارب عالمية تؤكد الفوائد
أظهرت أكبر تجربة عالمية على نظام الأربعة أيام عمل، والتي أجريت في بريطانيا وشملت عشرات الشركات، نتائج مذهلة:
وتؤكد هذه النتائج أن أسبوع العمل القصير، عند تطبيقه بشكل صحيح، يمثل نموذجاً مستقبلياً يقدم فائدة مزدوجة: موظفون أكثر سعادة وصحة، وشركات أكثر إنتاجية واستقراراً.
0 تعليق