العائلات تنزح متفرقة مشياً تحت وقع القصف الشديد في غزة - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب خليل الشيخ:

 

"قصف مفاجئ دون إنذار بالإخلاء، ونسف مبانٍ وإطلاق نار واستهدافات في الشوارع ونزوح جماعي للمواطنين".
هذه بعض الصور لما يجري في شوارع مدينة غزة، بحسب عدد من شهود العيان والنازحين الذين تحدثوا لـ"الأيام" عند مفترق النويري شمال مخيم النصيرات.
المواطن أبو العبد عاشور (50 عاماً) أحد هؤلاء النازحين قال: "طلبت من عائلتي مغادرة حي الدرج غرباً باتجاه الشاطئ وتوجههم سيراً على الأقدام نحو شارع الرشيد، للهرب من القصف والقتل، على أن التقيهم هنا، لكني لم أشاهدهم ولا أعرف مصيرهم".
وأضاف: "بعد نحو خمس ساعات غادرت أنا المنزل بعدما قصفوا البرج المجاور وتضرر منزلنا ولو كنا بداخله لقُتلنا جميعاً"، مشيراً إلى أنه توقع أن تنتظره عائلته عند مفترق النويري لكي يبحثوا سوية عن ملاذ بعيداً عما يحدث بغزة.
وتحدث عاشور، الذي بدا يائساً وحزيناً، حول واقع الحال في المدينة التي تتعرض لهجوم غير مسبوق من قوات الاحتلال بكافة أنواع الأسلحة الجوية والبرية والبحرية، لافتاً إلى حجم الاعتداءات على المواطنين بداخل منازلهم وفي الشوارع.
وأوضح أنه يحاول الاتصال على زوجته وأحد أبنائه لكن هواتفهم النقالة مغلقة، معرباً عن قلقه على سلامتهم ولا يعرف إن كانوا استطاعوا الهرب من شوارع المدنية أم لا.
وقال: "قضيت يوماً كاملاً وأنا أبحث عنهم ويبدو أنني سأقضي هذه الليلة هنا بانتظارهم أو بانتظار من يخبرني عن مصيرهم".
ويصل مئات المواطنين تباعاً إلى مفترق "النويري" وهو ملتقى النازحين القادمين من مدينة غزة والذين قرروا في وقت حرج النزوح مشياً، تحت وقع القصف الشديد، وصعوبة توفر وسائل نقل من مختلف أحياء المدنية خصوصاً الشرقية ووسط المدنية، نحو شارع الرشيد الساحلي.
وقالت مصادر محلية وعدد من البائعين والسائقين لـ"الأيام"، إن الناس يهربون مشياً من شوارع المدنية ويتوجهون إلى الطريق الساحلي وهناك لا يجدون وسائل مواصلات لنقلهم إلى جنوب وادي غزة.
وأضافت تلك المصادر: إن أطفالاً ونساء وشيوخاً يمكن مشاهدتهم على الطريق وهم يحملون حقائبهم على ظهورهم ويصلون مُتعبين إلى مفترق النويري بانتظار الالتقاء مع باقي أفراد الأسرة ومن ثم بدء البحث عن مأوي جديد.
وقال عاشور إنه قضى وقتاً طويلاً حتى تمكن من النجاة تحت شظايا الصواريخ التي تتساقط في الشوارع وعلى الأبنية في شارع الوحدة ومنطقة الرمال وصولاً لمفترق النابلسي، على أمل أن يلتقي أبناءه وزوجته، موضحاً أنه توجه مع جموع النازحين خارج المدنية.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة غزة منذ نحو ثلاثة أسابيع فيما أبلغ شهود عيان ومصادر من الدفاع المدني أنها تقصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها وهناك مئات من الشهداء لا يزالون تحت الأنقاض، فيما تقصف تجمعات المواطنين في الشوارع ولا أحد يستطيع الوصول إليهم بفعل استمرار القصف.
ويخشى النازح عاشور من أن أفراد عائلته استشهدوا أثناء نزوحهم وسيرهم في شوارع غزة، مؤكداً أن كل ما عليه هو الانتظار فقط.

 

0 تعليق