"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من قلب الحرب المستعرة على القطاع - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب محمد الجمل:

 

يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مترافقاً مع تصاعد القصف والحصار، واستمرار التدمير في مدينة غزة، وتصاعد الغارات على مخيم النصيرات.
"الأيام" تواصل رصد مشاهد جديدة من العدوان المُتواصل، وتنقل مشهداً بعنوان "مخيم النصيرات تحت النار"، ومشهداً آخر يرصد عمل المشافي في مدينة غزة تحت القصف والتهديد، ومشهداً ثالثاً يوثق رفض الاحتلال انتشال العالقين تحت الأنقاض في مدينة غزة.

 

مخيم النصيرات تحت النار

شهد مخيم النصيرات وسط قطاع غزة تصعيداً كبيراً ومفاجئاً منذ فجر السبت الماضي، حيث نفذت طائرات الاحتلال سلسلة من الغارات الجوية العنيفة، التي استهدفت المخيم، ما تسبب بوقوع مجازر كبيرة، أبرزها مجزرة بقصف مباشر لسوق شعبي وسط المخيم، ما تسبب بسقوط 19 شهيداً، ونحو 70 جريحاً، ومجزرة أخرى بقصف منزل لعائلة الجمل، راح ضحيته 10 شهداء، ومجزرة ثالثة بقصف منزل لعائلة "أبو عامر"، راح ضحيته أكثر من 13 شهيداً.
كما استهدفت الطائرات منازل، وخياماً، ومارة في المخيم، في حين تشهد المناطق الشمالية من المخيم قصفاً مدفعياً، وتحليقاً من المُسيّرات يرافقه إطلاق نار وصواريخ، يتسبب بسقوط ضحايا بشكل يومي، ونشر الخوف والرعب على نطاق واسع في المخيم.
واللافت أن التصعيد الكبير، الذي يشهده مخيم النصيرات، جاء بعد نزوح مئات الآلاف من المواطنين من مدينة غزة، حيث لجأ عدد كبير منهم للمخيم، إذ جرى تسجيل شهداء وجرحى من النازحين من مدينة غزة، جراء استهدافهم في منازل وخيام وشوارع النصيرات.
وقال المواطن وليد عثمان: إنه نزح من مدينة غزة بحثاً عن الأمان، ولجأ وعائلته لمخيم النصيرات، حيث استأجر شقة هناك، لكنه وبعد وصوله المخيم بيومين فوجئ بموجة من الغارات الجوية العنيفة، نتجت عنها مجازر مروّعة بحق المواطنين.
وأكد عثمان أن الوضع في مخيم النصيرات لا يقل خطورة عنه في مدينة غزة، فأصوات الانفجارات تدوي معظم الوقت، وسيارات الإسعاف لا تتوقف عن نقل الضحايا للمشافي.
وأشار إلى أنه لا يعرف أين يذهب، فكل المناطق في القطاع باتت خطيرة، وحتى مواصي خان يونس تتعرض للقصف والغارات بشكل يومي، فالحال في النصيرات لا يختلف عن الحال في غزة.
وعبّر مواطنون من سكان مخيم النصيرات عن مخاوفهم من التصعيد الكبير ضد المخيم، معتقدين أن هذا ربما يكون مقدمة لعملية برية قد تستهدف المخيم، وربما يمهّد لتقدم الدبابات مجدداً باتجاه القاطع الغربي من محور "نتساريم"، وبالتالي حصار مدينة غزة من جميع الجهات، حيث يصبح شمال مخيم النصيرات مطلاً على مواقع الدبابات الجديدة، لذلك يتم قصف المنازل والعمارات في المخيم.
وأكد مواطنون أن الوضع في المخيم يزداد صعوبة وخطورة، خاصة مع عدد الشهداء الكبير الذي يسقط بشكل يومي، وبات المخيم هو ثاني أكثر منطقة سخونة في القطاع بعد مدينة غزة.

 

مشافٍ تعمل تحت القصف والتهديد

على الرغم من تصاعد العدوان على مدينة غزة، واستمرار الضغط على النظام الصحي في المدينة، والعمل على إخراج المزيد من المشافي والمراكز والمؤسسات الصحية، إلا أن ثمة عدداً من المستشفيات الحكومية والأهلية ما زالت تعمل في المدينة، تحت الخطر والقصف، وتستقبل يومياً عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى، وتواصل الفرق الطبية فيها بذل كل جهد ممكن من أجل إنقاذ الضحايا.
ووفق وزارة الصحة، فإن المستشفيات التي ما زالت تعمل تحت الخطر في محافظتَي غزة والشمال هي: مجمع الشفاء الطبي، مستشفى أصدقاء المريض، الخدمة العامة، مجمع الصحابة، الأهلي العربي، مستشفى الوفاء للتأهيل، مستشفى الحلو، ومستشفى الهلال الأحمر الميداني "السرايا".
في حين خرج العديد من المستشفيات قسراً عن الخدمة في غزة والشمال هي: الرنتيسي، العيون، كمال عدوان، الإندونيسي، بيت حانون، الدرة، حيفا، اليمن السعيد، الصداقة التركي، الطب النفسي، العودة – جباليا، حمد للتأهيل، الكرامة، سان جون، مسلم التخصصي، العيون التخصصي، مهدي للولادة، الحياة، المستشفى الميداني الأردني – غزة، ومستشفى القدس – غزة.
وقال مدير الإغاثة الطبية في غزة، محمد أبو عفش: إن الاحتلال طلب من كل المؤسسات الصحية والعاملين الخروج الفوري من مدينة غزة.
ورغم ذلك أكد أبو عفش مواصلة العمل في مدينة غزة، رغم تهديدات الاحتلال ومنع دخول الأدوية، مشيراً إلى أن توقف المؤسسات الصحية الدولية ضربة كبيرة للنظام الصحي المنهك جراء القصف.
وأكدت وزارة الصحة بغزة أن الخروج القسري لما تبقى من مستشفيات غزة عن الخدمة يعني الموت المحقق لعشرات المرضي والجرحى، ولعدد كبير من الأطفال الخدّج، ومن يعانون مضاعفات المجاعة، ويعالجون في المستشفيات.
بينما أكد أطباء يعملون في مشافٍ بغزة أن الوضع الصحي في المدينة صعب جداً، مع استمرار المجازر، وضعف الإمكانات، وزيادة الضغط الكبير على ما تبقى من مستشفيات في المدينة.
وأصدرت وزارة الصحة نداء استغاثة عاجلاً جاء فيه: "المنظومة الصحية في غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة، وكل محاولات إنقاذ ما تبقى قد تفشل تحت وطأة التدمير الممنهج للمستشفيات والخدمات الصحية".
وجددت الوزارة المطالبة لكافة الجهات المعنية بتوفير الحماية للمؤسسات الصحية والطواقم الطبية، العاملة في المدينة.

 

الاحتلال يمنع انتشال العالقين تحت الأنقاض

يتواصل العدوان الإسرائيلي على محافظة غزة بوتيرة متصاعدة، وبشكل غير مسبوق، ويتم ارتكاب مجازر على مدار الساعة، يسقط ضحيتها مئات الشهداء والجرحى.
وجراء قصف المنازل المأهولة، يتم احتجاز عشرات المواطنين تحت الأنقاض، بينهم شهداء، وجرحى، وآخرون أحياء احتجزوا تحت الأنقاض يحتاجون لمن يساعدهم من أجل الخروج، كما وصلت بلاغات عن محاصرة عائلات في منازلها، جراء التقدم المفاجئ لدبابات الاحتلال في عدة مناطق بمدينة غزة.
ووفق الدفاع المدني، فقد أرسلت إدارة الاستغاثة الإنسانية 73 طلباً لعمليات تنسيق إلى المؤسسات الدولية في قطاع غزة، والتي بدورها أرسلتها إلى جهات الاختصاص لدى جيش الاحتلال، لتمكين طواقم الإنقاذ من الوصول إلى هذه المناطق والعمل على إنقاذ المصابين هناك، ونقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج، لكن للأسف قوبلت جميع الطلبات بالرفض.
وأكد الدفاع المدني أنه، وللأسبوع الثاني على التوالي، يرفض جيش الاحتلال طلبات التنسيق التي أرسلتها إدارة الاستغاثة الإنسانية التابعة للدفاع المدني، رغم وصول المزيد من نداءات الاستغاثة من المواطنين في مختلف مناطق مدينة غزة.
وأوضح الدفاع المدني أن المناطق التي لا يزال الاحتلال يمنع طواقمنا من الوصول إليها، وصدرت منها نداءات استغاثة، هي: "الزرقا" و"المحطة" وشرق "النفق" في حي التفاح، وأحياء: الصبرة، وتل الهوا، والرمال، جنوب مدينة غزة.
وأكد الدفاع المدني أن عدداً من المصابين المحاصرين في هذه المناطق قد فارقوا الحياة، واستطاع بعض ذويهم إخراجهم من منازلهم ونقلهم إلى المستشفى تحت ظروف خطيرة جداً.
وأوضح أن استمرار محاصرة الاحتلال لآلاف المواطنين في تلك المناطق يهدد حياتهم بالموت، في ظل منع وصول مقومات الحياة الأساسية إليهم للأسبوع الثاني على التوالي.
وطالب الدفاع المدني المؤسسات الدولية الإنسانية بالضغط على الاحتلال لاحترام القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، التي ترفض تقييد حركة العاملين في المجال الإنساني والحماية المدنية.
ووفق مصادر محلية وشهود عيان، فإن عدد العالقين تحت الأنقاض والمحاصرين في منازلهم يزيد كل يوم مع تصاعد الغارات الجوية، وتقدم الدبابات في أكثر من محور جنوب وشمال المحافظة.

 

0 تعليق