"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان والمعاناة في غزة - البطريق نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب محمد الجمل:


يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة دون توقف، وتتصاعد فصول المعاناة، مع استمرار القصف والمجازر، بينما يأمل المواطنون بأن تثمر الخطة الأميركية الجديدة عن وقف الحرب على القطاع.
"الأيام" رصدت مشاهد جديدة من العدوان وتبعاته، منها مشهد تحت عنوان: "أمل وترقب"، ومشهد آخر يرصد قيام الاحتلال بابتزاز وتهديد العائلات في قطاع غزة، لإجبارها على التعاون معه، ومشهد ثالث بعنوان "جنوب مدينة غزة.. ساحة حرب".

 

أمل وترقب
يعيش المواطنون في قطاع غزة حالة من الترقب والانتظار، وكلهم أمل بأن تفضي خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى نهاية المأساة المستمرة في القطاع، والتوصل إلى اتفاق يُنهي الحرب المستمرة منذ نحو عامين.
وأكد مواطنون أنه ورغم الملاحظات الكثيرة على الخطة، التي تخدم أهداف إسرائيل بشكل كبير، إلا أن هناك إيجابيات فيها، أهمها وقف إطلاق النار الشامل، وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع، وإدخال المساعدات.
وأبدى مواطنون ارتياحهم لعدم إصرار الرئيس الأميركي ترامب على تهجير الفلسطينيين من القطاع، وذلك بخلاف ما كان يتحدث به في خطابات سابقة، وسط إجماع على أن الأولوية هي لوقف الحرب بأسرع وقت ممكن.
وأشار المواطن محمود رضوان، إلى أنه تابع تفاصيل المبادرة والخطة، وهي ليست جيدة بما يكفي، لكنها ربما تكون أفضل ما يمكن الحصول عليه في الوقت الحالي، لأن رفضها يعني استمرار وتكثيف العدوان، وسقوط ضحايا جدد، واستمرار دائرة المعاناة.
وأوضح أنه يأمل بأن تتوقف الحرب سريعاً بصرف النظر عن كثير من التفصيلات التي يرفضها غالبية المواطنين في غزة، واحتمال عدم التزام الاحتلال ببنود الخطة، خاصة ما يتعلق بالانسحاب من القطاع.
بينما قال المواطن عبد الله عدوان، إنه يعتقد بأن فرص نجاح تطبيق الخطة ليس كبيراً، فربما حركة "حماس" ترفضها، لأنها تتضمن بنوداً أصرت الحركة على رفضها في السابق مثل نزع السلاح، كما أن احتمال عدم التزام إسرائيل ببنود الخطة وارد جداً، خاصة فيما يتعلق بالانسحاب من القطاع، على غرار ما حدث سابقاً في لبنان، حيث يواصل الاحتلال وجوده في قرى الجنوب اللبناني، مخالفاً اتفاق وقف إطلاق النار مع "حزب الله".
وبيّن أنه رغم وجود الكثير من الأمور السلبية، وصعوبة تطبيق الخطة في حال موافقة "حماس" عليها، إلا أنه ما زال يأمل بوقف الحرب، ومنع التهجير، فهذان الهدفان هما الأهم بالنسبة له ولغيره من المواطنين.
وكان مدير المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة أكد أن "خطة ترامب لوقف الحرب في غزة لا تمثل حلاً حقيقياً، بل محاولة لفرض وصاية تُشرعن الاحتلال، وتجرّد الشعب الفلسطيني من حقوقه الوطنية والسياسية والإنسانية".

 

الاحتلال يواصل ابتزاز وتهديد العائلات
يواصل الاحتلال ابتزاز وتهديد العائلات في قطاع غزة، لإجبارها على التعاون معه، وتشكيل ميليشيات متعاونة، على غرار ميليشيا أبو شباب في رفح، والأسطل في خان يونس.
وبعد عائلة بكر في مخيم الشاطئ، تعرضت عائلة دغمش في حي الصبرة بمدينة غزة لمساومة مماثلة، وبعد رفض العائلتين التعاون مع الاحتلال، جرى ارتكاب مجازر بحقهما، ما تسبب بسقوط عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.
وقال تجمّع القبائل والعشائر الفلسطينية في قطاع غزة، إن قوات الاحتلال خيّرت عوائل غزة بين البقاء الآمن بحمايتها والعمل تحت إمرتها، أو مواجهة الخطر.
من جهته، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن إسرائيل تنتهج سياسة ابتزاز خطيرة بحق عائلات في قطاع غزة، بوضعها أمام خيارين كارثيين لا ثالث لهما: إما التعاون مع قواتها وميليشياتها، أو مواجهة القتل الجماعي والتجويع والتهجير القسري.
وأشار المرصد إلى أن هذا نمط إبادِي متصاعد انتقل من ابتزاز فردي إلى جماعي، ويستهدف تفكيك نسيج المجتمع الفلسطيني، عبر إجبار الأفراد على خيانة مجتمعهم، وتدمير الروابط الاجتماعية، وإخضاع الناجين لشروط بقاء تُحطّم هوية الجماعة وقدرتها على الاستمرار.
وأوضح أن فريقه الميداني رصد تصعيداً غير مسبوق في ابتزاز إسرائيل للعائلات الفلسطينية في القطاع، حيث انتقلت من الضغط على الأفراد إلى ابتزاز جماعي منهجي يضع الأسر بكاملها أمام معادلة مروّعة لا خيار فيها سوى الانخراط في العصابات والميليشيات التي تنشئها، أو مواجهة الملاحقة والقتل الجماعي والتجويع والتهجير القسري.
واعتبر "الأورومتوسطي" أن هذه تشكل محاولة منظمة للقضاء على المجتمع الفلسطيني وإخضاعه لإرادة الاحتلال، مبيناً أنه تلقى شهادات صادمة من أفراد في عائلات أُجبرت على الاختيار بين البقاء تحت الحصار والقصف بلا مأوى أو غذاء أو دواء، وبين النزوح القسري نحو المجهول في ظروف تفتقد أدنى مقومات الحياة، وسط تهديد مباشر وصريح بالقتل إن لم يمتثلوا لأوامر جيش الاحتلال.
وبيّن أن هذا المشهد يعكس سياسة مدروسة لتحطيم إرادة المدنيين الفلسطينيين، ودفعهم إلى الاستسلام عبر استخدام الخوف والدمار كسلاح جماعي.
وذكر المرصد أن شهادات أخرى أكدت أن عائلات فلسطينية تعرّضت لضغوط مباشرة للتعاون الأمني مع جيش الاحتلال مقابل السماح لها بالبقاء في بعض المناطق، أو الحصول على المساعدات الأساسية.

 

جنوب غزة.. ساحة حرب
تحولت مناطق جنوب مدينة غزة، خاصة حي تل الهوى، إلى ساحة حرب حقيقية، حيث شهدت تلك المناطق معارك ضارية بين المقاومين وقوات الاحتلال، رافقها قصف جوي ومدفعي عنيف، كما دفعت قوات الاحتلال بعدد كبير من الدبابات والآليات العسكرية إلى تلك المناطق، في حين حاصرت قوات الاحتلال الحي، وباشرت بأوسع عملية تدمير فيه.
وقال مواطنون يقطنون غرب ووسط مدينة غزة، إن حي تل الهوى تحول إلى منطقة شديدة الخطورة، حيث حاصرته قوات الاحتلال، وتنفذ عمليات قصف مدفعي وجوي عنيفة فيه، بينما يجري تفجير عشرات "الروبوتات" المفخخة.
وأكد مواطنون أن التصعيد الكبير على الحي والمناطق المحيطة به، دفع عشرات العائلات إلى النزوح، بعضها نزحت باتجاه جنوب القطاع، وأخرى باتجاه غرب ووسط مدينة غزة.
وأشارت مصادر متعددة إلى أن مئات العائلات تتكدس وسط وغرب مدينة غزة، في ظل غياب المساعدات، ونقص الخدمات، وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
ولفت المواطن باسل عودة إلى أنه نزح جنوب حي الرمال الملاصق لحي تل الهوى، بعد أن عاش يوماً عصيباً، حيث تعرضت المنطقة لقصف جوي ومدفعي عنيف، وتفجير عربات مفخخة، وكان المنزل يهتز من شدة الانفجارات، ما دفعه في نهاية المطاف للنزوح، من أجل الحفاظ على حياة عائلته.
وبيّن أنه علم من نازحين رافقوه في رحلة التوجه إلى جنوب مدينة خان يونس، أن العديد من أفراد العائلات قضوا بعد قصف منازلهم في حي تل الهوى، ولم تستطع فرق الإنقاذ الوصول إليهم، ولا يُعرف عدد الشهداء والمحاصرين داخل الحي.
وأوضح أن البداية كانت مع كمين للمقاومة، يوم الاثنين الماضي، نتج عنه تدمير عدد من آليات الاحتلال العسكرية، ثم اندفعت قوات كبيرة للحي، وبعدها بدأ القصف والتدمير على نطاق واسع.
وأشار عودة إلى أن أكثر ما أقلقه ودفعه للنزوح، هو تقدم الدبابات باتجاه وسط مدينة غزة، مع امتداد رقعة القصف، لذلك شعر بأن الخطر كبير، وحينها قرر النزوح.
وتواصل قوات الاحتلال التقدم البطيء باتجاه مركز مدينة غزة من ناحيتي الشمال والجنوب، مع زيادة الضغط على المواطنين، بهدف دفعهم للنزوح باتجاه جنوب القطاع.

 

0 تعليق